صفحة جزء
113 - " اتق الله فيما تعلم " ؛ (تخ ت) ؛ عن زيد بن سلمة الجعفي .


(اتق) ؛ بكسر الهمزة؛ وشد المثناة فوق؛ (الله) ؛ أمر من " التقوى" ؛ " فعلى" ؛ من " الوقاية" ؛ ما يتقى به مما يخاف؛ فتقوى العبد لله أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وقاية؛ تقيه منه؛ وهي هنا: الحذر؛ (فيما تعلم) ؛ أي: تحذره؛ وخفه في العمل؛ أو في ترك العمل بالذي تعلمه؛ وحذف المفعول للتعميم؛ وذلك بأن تجتنب المنهي؛ وتفعل المأمور؛ وخاطب العالم لأن الجاهل لا يعرف كيف يتقي؛ لا من جانب الأمر؛ ولا من جانب النهي؛ والمراد أصالة العلم العيني؛ الذي لا رخصة للمكلف في تركه؛ وما عداه من كمال التقوى؛ قال ابن القيم: وللمعاصي من الآثار القبيحة ما لا يعلمه إلا الله؛ فمنها حرمان العلم؛ فإن العلم نور يقذف في القلب؛ والمعصية تطفئه؛ وكتب رجل إلى أخيه: إنك أوتيت علما؛ فلا تطفئن نوره بظلمة الذنوب؛ فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم في نور علمهم؛ وأوحى الله (تعالى) إلى داود - عليه الصلاة والسلام -: " يا داود؛ أدنى ما أصنع بالعالم إذا آثر شهوته على محبتي؛ أن أحرمه لذيذ مناجاتي" ؛ وقال بشر: " التلذذ بجاه الإفادة؛ ومنصب الإرشاد؛ أعظم من كل تنعم في الدنيا؛ فمن أجاب شهوته فيه؛ فما اتقى فيما علم" .

(تخ ت) ؛ وكذا الطبراني ؛ من حديث أنس بن أشوع؛ (عن زيد بن سلمة) ؛ ابن يزيد بن مشجعة؛ ( الجعفي ) ؛ بضم الجيم؛ وسكون المهملة؛ نسبة إلى جعفي بن سعد ؛ العشيرة؛ قبيلة كبيرة؛ قال: قلت: يا رسول الله؛ سمعت منك حديثا كثيرا؛ فإني أخاف أن ينسيني آخره أوله؛ فمرني بكلمة جامعة؛ فذكره؛ قال الترمذي في العلل: سألت عنه محمدا؛ يعني البخاري ؛ فقال: سعيد بن أشوع لم يسمع من يزيد؛ فهو عندي مرسل؛ وقال المؤلف في الكبير: منقطع.

التالي السابق


الخدمات العلمية