صفحة جزء
1147 - " أعدى عدوك؛ زوجتك التي تضاجعك؛ وما ملكت يمينك " ؛ (فر)؛ عن أبي مالك الأشعري؛ (ح).


(أعدى عدوك) ؛ يعني: من أشد أعدائك عداوة لك؛ والعدو يكون للواحد؛ والجمع؛ والمؤنث؛ والمذكر؛ وقد يثنى؛ ويجمع؛ ويؤنث؛ (زوجتك التي تضاجعك) ؛ في الفراش؛ (وما ملكت يمينك) ؛ من الأرقاء؛ لأنهم يوقعونك في الإثم والعقوبة؛ ولا عداوة أعظم من ذلك؛ ولذلك حذر الله منهم بقوله: إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ؛ الآية؛ وليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من أنها عداوة البغضاء؛ بل هي عداوة المحبة الصادة عن الهجرة والجهاد وتعلم العلم؛ و[المؤدية إلى] اكتساب المال من غير حله؛ وإنفاقه في اللذات والشهوات؛ وأكثر ما يفوت من الكمالات الدينية فبسببهم؛ ولا يعارضه ما مر من الأمر بالإحسان إليهن؛ والحث على الوصية بهن؛ وإخباره - صلى الله عليه وسلم - أنه يحب فاطمة والحسنين؛ لأن المراد أنه يحسن إليهم؛ ويتلطف بهم؛ ويعاملهم بحسن الخلق؛ ويحبهم؛ ويحترس مع ذلك من إيقاعهم إياه فيما لا يسوغ شرعا؛ والعداوة من الحليلة والولد للرجل أعظم وأكثر وقوعا؛ لنقص عقل المرأة؛ والصغير؛ وعدم التفاتهم إلى ما ينجي في الآخرة؛ وقطع نظرهم على تحصيل اللذات والمشتهيات؛ وقد يتفق أن يحمل الرجل زوجته؛ أو ولده؛ على تحصيل المال من غير حله؛ وإنفاقه في شهوات النفوس؛ فيكون عدوا لهما؛ وقد يشتد شغف المرأة بالرجل؛ فتكسب المال من غير حله لترضيه به؛ وذلك كله نادر؛ فلم ينظر إليه.

(تنبيه) : قال الغزالي: لا تعلم ولدك وأهلك فضلا عن غيرهم مقدار مالك ؛ فإنهم إن رأوه قليلا هنت عليهم؛ وإن رأوه كثيرا لم تبلغ قط رضاهم؛ وادفعهم من غير عنف؛ ولن لهم من غير ضعف؛ ولا تهازلهم فيسقط وقارك.

(فر؛ عن أبي مالك الأشعري) ؛ الصحابي المشهور.

التالي السابق


الخدمات العلمية