صفحة جزء
1167 - "أعطيت سورة " البقرة" ؛ من الذكر الأول؛ وأعطيت " طـه" ؛ والطواسين؛ والحواميم؛ من ألواح موسى؛ وأعطيت فاتحة الكتاب؛ وخواتيم سورة " البقرة" ؛ من تحت العرش؛ والمفصل نافلة" ؛ (ك هب) ؛ عن معقل بن يسار ؛ (ض).


(أعطيت سورة " البقرة) ؛ أي: إلا خواتيمها؛ كما يشير إليه؛ بل يعنيه قوله الآتي: " وخواتيم سورة البقرة..." ؛ إلخ؛ وفيه رد على من استكره أن يقال: " سورة البقرة" ؛ بل " السورة التي تذكر فيها البقرة" ؛ (من الذكر الأول) ؛ أي: عوضا من الذكر الأول؛ قال الكلاباذي في بحره: هو الصحف العشر؛ والكتب الثلاثة؛ ولم يطلع عليه من أكثر الترديد والاضطراب؛ وإذا جاء نهر الله؛ بطل نهر معقل؛ أي: فـ " البقرة" ؛ جامعة لما في تلك الصحف والكتب من العلوم؛ متضمنة لما فيها من المعارف؛ (وأعطيت) ؛ سورة؛ (طـه؛ و) ؛ سور؛ (الطواسين؛ والحواميم؛ من ألواح) ؛ الكليم؛ (موسى) ؛ ابن عمران ؛ أي: عوضا منها؛ كما تقرر؛ فهي متضمنة لما فيها من الأحكام والمواعظ وغيرها؛ قال ابن حجر: وخص موسى لأن كتابه أوسع من الإنجيل حكما؛ وغيره؛ (وأعطيت فاتحة الكتاب؛ وخواتيم سورة " البقرة" ) ؛ وهي من قوله: آمن الرسول ؛ إلى آخرها؛ (من تحت العرش) ؛ أي: [ ص: 564 ] عرش الرحمن - تقدس -؛ (والمفصل) ؛ سمي " مفصلا" ؛ لأن سوره قصار؛ كل سورة كفصل من الكلام؛ قيل: طواله إلى سورة " عم" ؛ وأوساطه إلى " الضحى" ؛ وقوله: (نافلة) ؛ أي: زيادة؛ راجع للفاتحة؛ والخواتيم؛ والمفصل؛ أي: فما تضمنته الكتب المنزلة على الأنبياء قبله؛ ولم ينزل مثلهن على أحد من الأنبياء؛ وليس عائدا للمفصل وحده؛ لما يأتي من التصريح بأن إعطاء الفاتحة وخواتيم البقرة من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -؛ وجزم به كثيرون؛ وأما قوله في الحديث الآتي: " وفضلت بالمفصل" ؛ فلا ينافي أنه فضل بغيره أيضا؛ وفيه أن من القرآن ما نزل نحوه على من قبله؛ وفي بعض الآثار أن أول التوراة أول " الأنعام" ؛ وآخرها آخر " هود" ؛ وأن بعض القرآن أفضل من بعض؛ قال بعضهم: القرآن جامع لنبإ الأولين؛ والآخرين؛ فعلم الأمم الماضية علم خاص؛ وعلم هذه الأمة علم عام؛ وعلم أهل الكتاب قليل؛ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ؛ قرأ الحبر: " وما أوتوا" ؛ وعلم هذه الأمة كثير؛ ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا

(ك)؛ في فضائل القرآن؛ من حديث عبيد الله بن أبي حميد؛ عن أبي المليح ؛ (عن معقل) ؛ بفتح الميم؛ وسكون المهملة؛ وبالقاف المكسورة؛ (ابن يسار) ؛ ضد اليمين؛ المزني؛ بضم الميم؛ وفتح الزاي؛ أحد من بايع تحت الشجرة؛ قال الحاكم : صحيح؛ وتعقبه الذهبي بأن عبيد الله قال: أحمد تركوا حديثه.

التالي السابق


الخدمات العلمية