صفحة جزء
130 - " اتقوا الله؛ فإن أخونكم عندنا من طلب العمل " ؛ (طب)؛ عن أبي موسى ؛ (ح).


(اتقوا الله) ؛ خافوه؛ واجتنبوا التطلع إلى ولاية المناصب؛ (فإن أخونكم) ؛ أي: أكثركم خيانة؛ (عندنا) ؛ معشر المسلمين؛ أو النون للتعظيم؛ وأما بنعمة ربك فحدث ؛ (من طلب العمل) ؛ أي: الولاية؛ وليس من أهلها؛ لأن طلبه لها؛ وهو كذلك؛ أوضح دليل على خيانته؛ وإن كان أهلا؛ فالأولى ألا يطلبها؛ ما لم يتعين عليه؛ وإلا وجب؛ قال الراغب : والخيانة والنفاق واحد؛ إلا أن الخيانة تقال باعتبار العهد والأمانة؛ والنفاق يقال باعتبار الدين؛ ثم يتداخلان؛ فالخيانة مخالفة الحق؛ بنقض العهد في السر؛ ونقيض الخيانة الأمانة؛ قال الزمخشري : ومن المجاز: " خانه سيفه" ؛ أي: نبا عن الضربة؛ و" خانته رجلاه" ؛ إذا لم يقدر على المشي؛ و" خان الدلو الرشاء" ؛ إذا انقطع؛ و" تخون فلان حقي" ؛ تنقصه؛ كأنه خانه شيئا فشيئا.

(طب؛ عن أبي موسى) ؛ الأشعري ؛ ورمز المصنف لحسنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية