صفحة جزء
142 - " اتقوا صاحب الجذام؛ كما يتقى السبع؛ إذا هبط واديا فاهبطوا غيره " ؛ ابن سعد ؛ عن عبد الله بن جعفر .


(اتقوا) ؛ إرشادا؛ (صاحب الجذام؛ كما يتقى السبع) ؛ وفي رواية: " الأسد" ؛ أي: احذروا مخالطته؛ وتجنبوا قربه؛ وفروا منه كفراركم من الأسود الضارية؛ والسباع العادية؛ حتى إنه (إذا هبط واديا فاهبطوا غيره) ؛ مبالغة في التباعد عنه؛ فإن قلت: لم خص الأسد دون الحية ونحوها الأعظم ضررا؟ قلت: فيه مناسبة لطيفة؛ وهي أنه يسمى " داء الأسد" ؛ ومما قيل في توجيه التسمية أن العلة كثيرا ما تعتريه؛ وأنها تحمر وجه صاحبها؛ وتجعله في سحنة الأسد؛ وفيه إشارة أيضا إلى أنه يفترس من يعديه؛ ويدنو منه افتراس الأسد بقوته؛ والحية إنما تقتل بسمها؛ لا بعزمها؛ ( ابن سعد ) ؛ في الطبقات؛ (عن عبد الله بن جعفر ) ؛ ابن أبي طالب؛ أول ولد للمهاجرين بالحبشة؛ وكان آية في الكرم؛ بحيث يضرب به المثل؛ وله صحبة؛ رمز المؤلف لضعفه؛ لكن يشهد له ما قبله.

التالي السابق


الخدمات العلمية