صفحة جزء
3112 - "باب أمتي؛ الذي يدخلون منه الجنة؛ عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا ؛ ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول"؛ (ت)؛ عن ابن عمر ؛ (ض) .


(باب أمتي) ؛ أي: باب الجنة؛ المختص بأمتي؛ من بين الأبواب؛ قال الحكيم الترمذي : وهو المسمى "باب الرحمة"؛ والمراد: أمة الإجابة؛ فإن قلت: هذا يناقضه النص على تخيير بعض هذه الأمة بين الدخول من أي أبواب الجنة شاء؛ وأن باب الصائم يدعى "الريان"؛ إلى غير ذلك؛ قلت: كلا؛ لا منافاة؛ لأن لهم بابا خاصا بهم؛ فلا يدخل منه غيرهم؛ ويشاركون غيرهم من بقية الأبواب؛ (الذي يدخلون منه الجنة) ؛ بعد فصل القضاء؛ والانصراف من الموقف؛ (عرضه) ؛ أي: مساحة عرضه؛ (مسيرة الراكب المجود) ؛ أي: صاحب الجواد؛ وهو الفرس الجيد؛ أو "المجود": الذي يكون دوابه جيادا؛ وقال الديلمي : "المجود": المسرع؛ و"التجويد": السير بسرعة؛ وقال الطيبي : "المجود": يحتمل أن يكون صفة لـ "الراكب"؛ والمعنى: الذي يجود ركض الفرس؛ وأن يكون المضاف إليه؛ والإضافة لفظية؛ أي: الفرس الذي يجود في عدوه؛ (ثلاثا) ؛ من الأيام؛ مع لياليها؛ (ثم إنهم ليضغطون) ؛ أي: ليعتصرون؛ (عليه) ؛ أي: على ذلك الباب؛ حال الدخول؛ (حتى تكاد مناكبهم تزول) ؛ من شدة الزحام؛ ولا ينافيه خبر: "إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر " ؛ لأن الراكب المجود غاية الإجادة على أسرع مجرى؛ ليلا؛ ونهارا؛ يقطع المسافة بينهما؛ ثم إنه لا تعارض بين الخبرين؛ وخبر أحمد : "إن ما بين المصراعين مسيرة أربعين عاما" ؛ لما سيجيء فيه؛ قال القرطبي : وقوله: "باب أمتي"؛ يدل على أنه لسائر أمته؛ ممن لم يغلب عليه عمل يدعى به؛ ولهذا يدخلون مزدحمين.

(ت) ؛ وكذا أبو يعلى ؛ (عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ واستغربه؛ قال: وسألت محمدا - يعني البخاري - عنه؛ فلم يعرفه؛ وقال: خالد بن أبي بكر - أي: أحد رجاله - له مناكير عن سالم ؛ أهـ؛ ومن ثم أعله المناوي بخالد هذا؛ وقال: له مناكير.

التالي السابق


الخدمات العلمية