صفحة جزء
3119 - "بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها؛ والدخان؛ ودابة الأرض؛ والدجال؛ وخويصة أحدكم؛ وأمر العامة" ؛ (حم م)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .


(بادروا بالأعمال ستا) ؛ أي: أسرعوا بالأعمال الصالحة قبل وقوعها ؛ وتأنيث الست لأنها حطط ودواه؛ ذكره الزمخشري ؛ وقال القاضي : أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات؛ فإنها إذا نزلت؛ أدهشت؛ وأشغلت عن الأعمال؛ أو سد عليهم باب التوبة؛ وقبول العمل؛ (طلوع الشمس من مغربها) ؛ فإنها إذا طلعت منه؛ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل؛ (والدخان) ؛ أي: ظهوره؛ (ودابة الأرض؛ والدجال ) ؛ أي: خروجهما؛ سمي به لأنه خداع؛ ملبس؛ ويغطي الأرض بأتباعه؛ من "الدجل"؛ وهو الخلط؛ والتغطية؛ ومنه: "دجلة"؛ نهر بغداد ؛ منها غطت الأرض بمائها؛ (وخويصة أحدكم) ؛ تصغير "خاصة"؛ بسكون الياء؛ لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة؛ والمراد: حادثة الموت؛ التي تخص الإنسان؛ وصغرت لاستصغارها في جنب سائر العظائم؛ من بعث؛ وحساب؛ وغيرهما؛ وقيل: هي ما يخص الإنسان من الشواغل المقلقة من نفسه؛ وماله؛ وما يهتم به؛ (وأمر العامة) ؛ القيامة؛ لأنها تعم الخلائق؛ أو الفتنة التي تعمي وتصم؛ أو الأمر الذي يستبد به العوام؛ وتكون من قبلهم؛ دون الخواص.

(حم م؛ عن أبي هريرة ) ؛ وما ذكره المؤلف من أن سياق حديث مسلم هكذا؛ غير صحيح؛ فإنه عقد لذلك بابا؛ وروى فيه حديثين عن أبي هريرة ؛ لفظ الأول: "بادروا بالأعمال ستا؛ طلوع الشمس من مغربها؛ أو الدجال؛ أو الدخان؛ أو الدابة؛ أو خاصة أحدكم؛ وأمر العامة" ؛ ولفظ الثاني: "بادروا بالأعمال ستا؛ الدجال؛ والدخان؛ ودابة الأرض؛ وطلوع الشمس من مغربها؛ وأمر العامة؛ وخويصة أحدكم ؛ أهـ.

التالي السابق


الخدمات العلمية