صفحة جزء
3136 - "بر الوالدين يجزئ من الجهاد" ؛ (ش)؛ عن الحسن ؛ مرسلا؛ (ح) .


( بر الوالدين ) ؛ بالكسر: الإحسان إليهما قولا؛ وفعلا؛ قال الحرالي : "البر": الاتساع في كل خلق جميل؛ (يجزئ عن الجهاد) ؛ في سبيل الله (تعالى)؛ أي: ينوب عنه؛ ويقوم مقامه؛ يقال: "أجزأ بغيره؛ يجزئ"؛ أي: ينوب ويقضي؛ وهذا في حق بعض الأفراد؛ فكأنه ورد جوابا لسائل اقتضى حاله ذلك؛ وإلا فالجهاد مرتبة عظيمة في الدين؛ كما سلف؛ وقد ثبت في الشريعة - في حرمة الوالدين ووجوب برهما؛ والقيام بحقهما؛ ولزوم مرضاتهما - ما صيره في حيز التواتر؛ وسئل المحابسي عن برهما؛ أيجب؟ فقال: ما يزيد أمرهما على أمر الله؛ ومنه واجب؛ ومندوب؛ فإذا تقابل أمرهما؛ وأمر الله؛ فأمر الله أوجب؛ وقال العلائي : ذكر جمع أن ضابط برهما يعبر بضابط جامع مانع.

(تنبيه) :

قال الإمام الرازي : أجمع أكثر العلماء على أنه يجب تعظيم الوالدين؛ والإحسان إليهما؛ إحسانا غير مقيد بكونهما مؤمنين؛ لقوله (تعالى): وبالوالدين إحسانا ؛ وقد ثبت في الأصول أن الحكم المترتب على الوصف مشعر بعلية الوصف؛ فدلت الآية على أن الأمر بتعظيم الوالدين بمحض كونهما والدين؛ وذلك يقتضي العموم.

(ش؛ عن الحسن ؛ مرسلا) ؛ هذا تصريح من المصنف بأن مراده الحسن البصري ؛ وهو ذهول؛ فقد عزاه الديلمي وغيره إلى الحسن بن علي ؛ فلا يكون مرسلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية