صفحة جزء
3137 - "بر الوالدين يزيد في العمر؛ والكذب ينقص الرزق؛ والدعاء يرد القضاء ؛ ولله - عز وجل - في خلقه قضاءان؛ قضاء نافذ؛ وقضاء محدث؛ وللأنبياء على العلماء فضل درجتين؛ وللعلماء على الشهداء فضل درجة"؛ أبو الشيخ ؛ في التوبيخ؛ (عد)؛ عن أبي هريرة ؛ (ض) .


( بر الوالدين يزيد في العمر ) ؛ أي: في عمر البار؛ كما نطقت به الكتب السماوية؛ ففي السفر الثاني من التوراة: "أكرم أباك وأمك؛ ليطول عمرك في الأرض؛ الذي يعطيكها الرب إلهك"؛ (والكذب) ؛ أي: الذي لغير مصلحة مهمة؛ (ينقص الرزق) ؛ أي: يضيق المعيشة؛ لأن الكذب خيانة؛ والخيانة تجلب الفقر ؛ كما مر في غير ما حديث؛ ( والدعاء) ؛ بشروطه وأركانه؛ (يرد القضاء ) ؛ الإلهي؛ أي: غير المبرم في الأزل؛ فإنه لا بد من وقوعه؛ كما بينه بقوله: (ولله - عز وجل - في خلقه قضاءان؛ قضاء نافذ؛ وقضاء محدث) ؛ مكتوب في صحف الملائكة؛ أو في اللوح المحفوظ؛ فهذا هو الذي يمكن تغييره؛ وأما الأزلي؛ الذي في علم الله؛ فلا تغيير فيه البتة؛ (وللأنبياء) ؛ أي: والمرسلين؛ (على العلماء) ؛ أي: العلماء بعلم طريق الآخرة؛ العاملين بما علموا؛ (فضل درجتين) ؛ أي: زيادة درجتين؛ أي: هم أعلى منهم بمنزلتين عظيمتين في الآخرة؛ (وللعلماء) ؛ الموصوفين بما ذكر؛ (على الشهداء) ؛ في سبيل الله؛ بقصد إعلاء كلمة الله؛ (فضل درجة) ؛ يعني: هم أعلى منهم بدرجة؛ فأعظم بدرجة هي تلي النبوة؛ وفوق الشهادة! وذلك يحمل من له أدنى عقل على بذل الوسع في تحصيل العلوم النافعة؛ بشرط الإخلاص؛ والعمل.

(تنبيه) :

قال الماوردي : البر نوعان: صلة؛ ومعروف؛ فالصلة: التبرع ببذل المال في جهات محمودة؛ لغير غرض مطلوب؛ وهذا يبعث على سماحة النفس؛ [ ص: 200 ] وسخائها؛ ويمنع من شحها وإبائها؛ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ؛ والثاني نوعان: قول؛ وعمل؛ فالقول: طيب الكلام؛ وحسن البشر؛ والتودد بحسن قول؛ ويبعث عليه حسن الخلق؛ ورقة الطبع؛ لكن لا يسرف فيه؛ فيصير ملقا مذموما.

( أبو الشيخ ) ؛ الأصبهاني ؛ (في) ؛ كتاب؛ (التوبيخ؛ عد) ؛ كلاهما؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وضعفه المنذري .

التالي السابق


الخدمات العلمية