صفحة جزء
3140 - "بركة الطعام الوضوء قبله؛ والوضوء بعده" ؛ (حم د ت ك)؛ عن سلمان ؛ (ح) .


(بركة الطعام) ؛ أي: نموه وزيادة نفعه في البدن؛ (الوضوء قبله) ؛ أي: تنظيف اليد بغسلها؛ (والوضوء بعده) ؛ كذلك؛ قال الطيبي : معنى بركته قبله: نموه وزيادة نفعه؛ وبعده: دفع ضرر الغمر الذي علق بيده؛ وعيافته؛ وقال الزين العراقي : أراد نفع البدن به؛ وكونه يمري فيه؛ لما فيه من النظافة؛ فإن الأكل معها بنهمة وشهوة؛ بخلافه مع عدمها؛ فربما يقذر الطعام؛ فلا ينفعه؛ بل يضره؛ قال الراغب : وأصل "البرك": صدر البعير؛ و"برك البعير"؛ ألقى بركه؛ واعتبر منه معنى اللزوم؛ وسمي محبس الماء "بركة"؛ للزوم الماء به؛ و"البركة": ثبوت الخير الإلهي في الشيء؛ سمي به لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البركة؛ و"المبارك": ما فيه ذلك الخير؛ قال (تعالى): ذكر مبارك ؛ تنبيها على ما يفيض من الخيرات الإلهية؛ ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحس؛ وعلى وجه لا يحصى؛ قيل لكل ما يشاهد فيه زيادة خير زيادة غير محسوسة: "مبارك"؛ و"فيه بركة"؛ أهـ؛ وهذا لا يناقضه خبر الترمذي أنه قرب إليه طعام؛ فقالوا: ألا نأتيك بوضوء؛ فقال: "إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة ؛ لأن المراد بذلك الوضوء الشرعي؛ وذا الوضوء اللغوي؛ وفيه رد على من زعم كراهة غسل اليد قبل الطعام؛ وبعده ؛ وما تمسك به من أنه من فعل الأعاجم؛ لا يصلح حجة؛ ولا يدل على اعتباره دليلا.

(حم د ت ك) ؛ كلهم في الأطعمة؛ (عن سلمان ) ؛ قال: قرأت في التوراة: "بركة الطعام الوضوء قبله"؛ فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فذكره؛ وظاهر صنيع المصنف أن مخرجيه خرجوه ساكتين عليه؛ والأمر بخلافه؛ بل صرح بضعفه أبو داود ؛ وقال الترمذي : لا نعرفه إلا من حديث قيس [ ص: 201 ] ابن الربيع ؛ وهو مضعف؛ وقال الحاكم : تفرد به قيس ؛ قال الذهبي : هو مع ضعف قيس فيه إرسال؛ أهـ؛ ومن ثم جزم الحافظ العراقي بضعف الحديث؛ لكن قال المنذري : قيس وإن كان فيه كلام لسوء حفظه؛ لا يخرج الإسناد عن حد الحسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية