صفحة جزء
3144 - "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" ؛ (د ت)؛ عن بريدة ؛ (هـ ك)؛ عن أنس ؛ وسهل بن سعد ؛ (صح) .


(بشر) ؛ خطاب عام؛ لم يرد به معين؛ (المشائين) ؛ بالهمز؛ والمد؛ أي: من تكرر منه المشي إلى إقامة الجماعة؛ (في الظلم ) ؛ بضم الظاء؛ وفتح اللام؛ جمع "ظلمة"؛ بسكونها: ظلمة الليل؛ (إلى المساجد) ؛ القريبة؛ أو البعيدة؛ (بالنور التام) ؛ أي: من جميع جوانبهم؛ فإنهم يختلفون في النور بقدر عملهم؛ (يوم القيامة) ؛ أي: على الصراط؛ والمراد: المنابر التي من نور؛ لما قاسوا مشقة ملازمة المشي في ظلمة الليل إلى الطاعة؛ جوزوا بنور يضيء لهم يوم القيامة؛ وهو النور المضمون لكل مشاء إلى الجماعة في الظلم؛ وإن كان منهم من يمشي في ضوء مصباحه؛ لأنه ماش في ظلمة الليل؛ متكلف زيادة مؤنة الزيت؛ أو الشمع؛ فله ثواب ذلك؛ مع نور مشيه؛ كالحاج إذا زادت مؤنته لبعد المشقة؛ فله ثوابها؛ مع ثواب الحج؛ وقيل: إنما قيد النور بالتمام؛ لأن أصل النور يعطى لكل من تلفظ بالشهادتين؛ من مؤمن؛ أو منافق؛ لظاهر حرمة الكلمة؛ ثم يقطع نور المنافقين؛ فيقولون: ربنا أتمم لنا نورنا ؛ وقال الطيبي : تقييده بيوم القيامة تلميح إلى قصة المؤمنين؛ وقولهم فيه: ربنا أتمم لنا نورنا ؛ ففيه إيذان أن من انتهز هذه الفرصة؛ وهي المشي إليها في الظلم في الدنيا؛ كان مع النبيين والصديقين في الأخرى؛ وحسن أولئك رفيقا

(د ت) ؛ كلاهما في الصلاة؛ (عن بريدة ) ؛ ابن الخصيب ؛ قال الترمذي : غريب؛ قال المنذري : ورجاله ثقات؛ أهـ؛ (هـ ك؛ عن أنس ) ؛ وسكت عليه؛ وسنده عن داود بن سليمان عن أبيه عن ثابت البناني به؛ وقال ابن طاهر : لم يتابع داود عليه؛ وهو عن ثابت غير ثابت؛ وسليمان هذا هو ابن مسلم ؛ مؤذن مسجد؛ [ ص: 202 ] قال في الميزان عن العقيلي : لا يتابع على حديثه؛ ثم ساق له هذا الخبر؛ وقال: لا يعرف إلا به؛ زاد في اللسان عنه؛ وفي هذا المتن؛ أحاديث متقاربة في الضعف؛ واللين؛ (د؛ عن سهل بن سعد ) ؛ الساعدي ؛ وقال: صحيح على شرطهما؛ ولم يخرجاه؛ أهـ؛ وقال ابن الجوزي : حديث لا يثبت؛ أهـ؛ وعده المصنف في الأحاديث المتواترة.

التالي السابق


الخدمات العلمية