صفحة جزء
3232 - "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" ؛ (م)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .


(تبلغ الحلية) ؛ بكسر الحاء؛ أي: التحلي بأساور الذهب والفضة؛ المكلل بالدر والياقوت؛ (من المؤمن) ؛ يوم القيامة؛ قال الطيبي : ضمن "تبلغ"؛ معنى "تتمكن"؛ وعدي بـ "من"؛ أي: تتمكن من المؤمن الحلية مبلغا يتمكن الوضوء منه ؛ قال الحسن : الحلي في الجنة على الرجال أحسن منه على النساء؛ (حيث يبلغ الوضوء) ؛ بفتح الواو: ماؤه؛ وقال أبو عبيد : الحلية هنا: التحجيل؛ لأنه العلامة الفارقة بين هذه الأمة وغيرها؛ أهـ؛ وجزم به الزمخشري ؛ فقال: أراد التحجيل يوم القيامة من أثر الوضوء؛ وقد استدل بالخبر على ندب التحجيل؛ وزعم ابن القيم أنه لا يدل؛ لأن الحلية إنما تكون في الساعد والمعصم؛ لا في العضد والكتف؛ في حيز المنع؛ لأن كل ما في الجنة مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد؛ كما في خبر: "ليس في الدنيا شيء مما في الجنة؛ إلا الأسماء" .

(م) ؛ في الطهارة؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال أبو حازم : كنت خلف أبي هريرة ؛ وهو يتوضأ للصلاة؛ وكان يمد يده حتى يبلغ إبطه؛ فقلت له: ما هذا؟ قال: لو علمت أنكم هنا؛ ما توضأت هذا الوضوء؛ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يبلغ..." ؛ إلخ؛ وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه؛ والأمر بخلافه؛ فقد عزاه جمع - منهم الصدر المناوي - لهما معا.

التالي السابق


الخدمات العلمية