صفحة جزء
3235 - "تجاوزوا عن ذنب السخي؛ فإن الله (تعالى) آخذ بيده كلما عثر" ؛ (قط)؛ في الأفراد؛ (طب حل هب)؛ عن ابن مسعود ؛ (ض) .


(تجاوزوا) ؛ أي: سامحوا؛ من المجاوزة؛ "مفاعلة"؛ من "الجواز"؛ وهو العبور من عدوة دنيا؛ إلى عدوة قصوى؛ ذكره الحرالي ؛ (عن ذنب السخي) ؛ أي: الكريم؛ وفي رواية: "تجاوز للسخي عن ذنبه" ؛ (فإن الله - تعالى - آخذ بيده كلما عثر) ؛ أي: سقط؛ وفيه بيان محبة الله للسخي؛ ومعونته له في مهماته ؛ وقد جاء في محبته أحاديث كثيرة؛ فلما سخي بالأشياء؛ اعتمادا على ربه؛ وتوكلا عليه؛ شمله بعين عنايته؛ فكلما عثر في مهلكة؛ أنقذه منها؛ و"المعاثر": المهالك التي يعثر فيها؛ ومعنى "أخذ بيده": خلصه؛ من قولهم: "خذ بيدي"؛ أي: خلصني مما وقعت فيه.

(قط؛ في الأفراد) ؛ عن محمد بن مخلد ؛ عن إبراهيم بن حماد الأزدي ؛ عن عبد الرحيم بن حماد البصري ؛ عن الأعمش ؛ عن أبي وائل ؛ عن ابن مسعود ؛ ثم قال الدارقطني : تفرد به عبد الرحيم ؛ وقد قال العقيلي : إنه حدث عن الأعمش بما ليس من حديثه؛ أهـ؛ ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه؛ وتعقبه المؤلف بأن عبد الرحيم لم ينفرد به؛ كما تشير إليه رواية الطبراني ؛ وهي ما ذكر ههنا بقوله: (طب) ؛ عن أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة ؛ عن أبيه؛ عن بشر بن عبيد الله الدارسي ؛ عن محمد بن حميد العتكي ؛ عن الأعمش ؛ عن إبراهيم ؛ عن علقمة ؛ (عن ابن مسعود ؛ حل هب) ؛ من هذا الطريق بعينه؛ (عن ابن مسعود ) ؛ ثم قال البيهقي عقبه: هذا إسناد ضعيف مجهول؛ أهـ؛ وقال الهيثمي : فيه جماعة لم أعرفهم؛ وقال مرة أخرى: بشر بن عبد الله الدارسي ؛ وهو ضعيف؛ وظاهر صنيع المصنف أن البيهقي خرجه وأقره؛ وهو تلبيس شنيع؛ فإنه تعقبه بما نصه: هذا إسناد مجهول ضعيف؛ وعبد الرحيم بن حماد - أي: أحد رجاله - منفرد به؛ واختلف عليه في إسناده؛ أهـ؛ وقال الذهبي في الضعفاء والمتروكين: عبد الرحيم له مناكير؛ أهـ؛ ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه؛ وتعقبه المصنف؛ فأبرق وأرعد؛ ولم يأت بطائل كعاداته.

التالي السابق


الخدمات العلمية