صفحة جزء
3252 - "تحروا الصدق؛ وإن رأيتم أن فيه الهلكة؛ فإن فيه النجاة" ؛ ابن أبي الدنيا ؛ في الصمت؛ عن منصور بن المعتمر ؛ مرسلا؛ (ح) .


(تحروا الصدق) ؛ أي: قوله والعمل به؛ (وإن رأيتم أن فيه الهلكة) ؛ في ظاهر الأمر؛ (فإن فيه النجاة) ؛ في باطن الأمر؛ باعتبار العاقبة؛ والكذب بخلاف ذلك؛ ومن ثم قال الحكماء: الصدق ينجيك؛ وإن خفته؛ والكذب يرديك؛ وإن أمنته ؛ وقال الجاحظ : الصدق والوفاء توأمان؛ والصبر والحلم توأمان؛ فهن تمام كل دين؛ وصلاح كل دنيا؛ وأضدادهن سبب كل فرقة؛ وأصل كل فساد؛ قال الماوردي : وقد يظن بعض الناس أن في الكذب اجتلاب النفع؛ واستدفاع الضر؛ فيرى أن الكذب أسلم وأغنم؛ فرخص لنفسه فيه؛ اغترارا بالخدع؛ واستشفاقا للطمع؛ وربما كان الكذب أبعد لما يؤمن؛ وأقرب لما يخاف؛ لأن القبيح لا يكون حسنا؛ والشر لا يكون خيرا؛ وهل يجنى من الشوك العنب؛ ومن الكرم الحنظل.

( ابن أبي الدنيا ) ؛ أبو بكر القرشي ؛ (في الصمت) ؛ أي: في كتاب فضل الصمت؛ (عن منصور بن المعتمر ) ؛ ابن عبد الله السلمي؛ أبو غياث ؛ ثقة؛ ثبت؛ من طبقة الأعمش ؛ (مرسلا) ؛ قال المنذري : رواه هكذا؛ معضلا؛ ورواته ثقات؛ انتهى؛ ومنصور كان من أئمة الكوفة ؛ قال: ما كتبت حديثا قط؛ ومناقبه جمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية