صفحة جزء
167 - " اثنتان يعجلهما الله في الدنيا: البغي؛ وعقوق الوالدين " ؛ (تخ طب) ؛ عن أبي بكرة .


(اثنتان) ؛ من الخصال؛ (يعجلهما الله) ؛ أي: يعجل عقوبتهما لفاعلهما؛ (في الدنيا) ؛ إحداهما: (البغي) ؛ أي: مجاوزة الحد في الطغيان؛ يعني: التعدي بغير حق؛ (و) ؛ الثانية: (عقوق الوالدين) ؛ أي: مخالفتهما؛ أو إيذاؤهما؛ أو أحدهما؛ والمراد من له ولادة؛ وإن علا؛ من الجهتين؛ وألحق بهما الزركشي الخالة؛ والعمة؛ واعترض؛ وقيل: العقوق ثكل من لم يثكل؛ وقيل لحكيم: كيف ابنك؟ قال: عذاب رعف به الدهر؛ وبلاء لا يقاومه الصبر؛ وأصل " التعجيل" : إيقاع الشيء قبل أوانه؛ قال (تعالى): أعجلتم أمر ربكم ؛ وفيه أن البغي والعقوق من الكبائر؛ وخص هاتين الخصلتين من بين خصال الشر بذكر التعجيل فيهما؛ لا لإخراج غيرهما؛ فإنه قد يعجل أيضا؛ بل لأن المخاطب بذلك كان لا يحترز من البغي؛ ولا يبر والديه؛ فخاطبه بما يناسب حاله؛ زجرا له؛ وكثيرا ما يخص بعض الأعمال بالحث عليها؛ بحسب حال المخاطب؛ وافتقاره للتنبيه عليها أكثر مما سواها؛ إما لمشقتها عليه؛ وإما لتساهله في أمرها؛ كما مر.

(تخ طب؛ عن) ؛ عبد الله بن أبي بكرة؛ عن أبيه ( أبي بكرة ) ؛ نفيع؛ بضم النون؛ وفتح الفاء؛ ومهملة؛ ابن الحارث بن كلدة؛ بفتحات؛ ابن عمرو الثقفي؛ قيل له: أبو بكرة لأنه تدلى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ببكرة من حصن الطائف؛ فأسلم؛ كان من فضلاء الصحابة؛ ومشاهيرهم؛ وقيل: هو نفيع بن مسروح؛ والحارث بن كلدة مولاه.

التالي السابق


الخدمات العلمية