صفحة جزء
3298 - "تسمعون؛ ويسمع منكم؛ ويسمع ممن يسمع منكم" ؛ (حم د ك)؛ عن ابن عباس ؛ (صح) .


(تسمعون) ؛ بفتح؛ فسكون؛ (ويسمع) ؛ مبني للمجهول؛ (منكم) ؛ خبر بمعنى الأمر؛ أي: لتسمعوا مني الحديث؛ وتبلغوه عني؛ وليسمعه من بعدي منكم ؛ قال الزمخشري : وإنما يخرج الأمر في صورة الخبر للمبالغة في إيجاب إيجاد المأمور به؛ فيجعل كأنه يوجد؛ فهو مخبر عنه؛ (ويسمع) ؛ بالبناء للمجهول؛ (ممن يسمع) ؛ بفتح؛ فسكون؛ أي: ويسمع الغير من الذي يسمع؛ (منكم) ؛ حديثي؛ كذا من بعدهم؛ وهلم جرا؛ وبذلك يظهر العلم؛ وينشر؛ ويحصل التبليغ؛ وهو الميثاق المأخوذ عن العلماء؛ قال العلائي : هذا من معجزاته التي وعد بوقوعها أمته؛ وأوصى أصحابه أن يكرموا نقلة العلم؛ وقد امتثلت الصحابة أمره؛ ولم يزل ينقل عنه أفعاله وأقواله؛ وتلقى ذلك عنهم التابعون ونقلوه إلى أتباعهم؛ واستمر العمل على ذلك في كل عصر؛ إلى الآن.

(حم د ك؛ عن ابن عباس ) ؛ قال الحاكم : صحيح؛ ولا علة له؛ وأقره الذهبي ؛ وقال العلائي : حسن؛ وظاهر صنيع المصنف أن ذا هو الحديث بتمامه؛ والأمر بخلافه؛ بل بقيته: "ثم يأتي من بعد ذلك قوم سمان؛ يحبون السمن؛ ويشهدون قبل أن يسألوا" .

التالي السابق


الخدمات العلمية