صفحة جزء
3301 - "تسمون أولادكم ( محمدا )؛ ثم تلعنونهم؟!" ؛ البزار ؛ (ع ك)؛ عن أنس ؛ (صح) .


(تسمون أولادكم " محمدا "؛ ثم تلعنونهم؟!) ؛ وفي رواية لعبد بن حميد : "تسبونهم"؛ بدل "تلعنونهم"؛ وهذا استفهام إنكاري؛ محذوف الهمزة؛ قال القاضي : أنكر اللعن؛ إجلالا لاسمه ؛ كما منع ضرب الوجه؛ تعظيما لصورة " آدم "؛ وشذت طائفة؛ فأخذوا من هذا الحديث منع التسمي بـ " محمد "؛ وأيدوه بأن عمر كتب إلى الكوفة : "لا تسموا أحدا باسم نبي" ؛ وبأمره جماعة من المدينة بتغيير أسماء أبنائهم؛ ورد بمنع دلالة الحديث على ذلك؛ إذ مقتضاه النهي عن لعن من اسمه " محمد لا عن التسمية به؛ وقد مرت النصوص الدالة على الإذن فيه؛ بل يأتي أخبار تدل على الترغيب فيه؛ كقوله: "ما ضر أحدكم أن يكون في بيته محمد وأحمد " ؛ وقوله: "ما اجتمع قوم في مشورة؛ فيهم من اسمه محمد ..." ؛ الحديث؛ وبأن كتابة عمر - رضي الله عنه - كانت لكونه سمع رجلا يقول لابن أخيه محمد بن زيد : فعل الله بك يا محمد ؛ وصنع؛ فقال: لا أرى رسول الله يسب بك؛ والله لا يدعى " محمدا "؛ أبدا؛ وكتب بذلك؛ وأمر به؛ فذكر له جماعة سماهم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بذلك؛ فترك؛ قال الطيبي : أمر أولا بالتسمي بأسماء الأنبياء؛ فرأى فيه نوع تزكية للنفس؛ وتنويها بشأنها؛ فنزل إلى قوله: "أحب الأسماء..."؛ إلخ؛ لأن فيه خضوعا واستكانة؛ ثم نظر إلى أن العبد قد يقصر في العبودية؛ ولم يتمكن من أدائها؛ فلا يصدق عليه هذا الاسم؛ فنزل إلى قوله: " حارث وهمام ".

( البزار ) ؛ في مسنده؛ (ع ك) ؛ في الأدب؛ من حديث الحكم بن عطية ؛ عن ثابت ؛ (عن أنس ) ؛ قال الذهبي : [ ص: 247 ] والحكم وثقه بعضهم؛ وهو لين؛ أهـ؛ وقال ابن القطان : رواه من حديث الحكم بن عطية ؛ وهو واه؛ قال أحمد : لا بأس به؛ لكن أبو داود روى عنه أحاديث منكرة؛ وهذا من روايته عنه؛ وقال الهيثمي : رواه أبو يعلى ؛ والبزار ؛ وفيه الحكم بن عطية ؛ وثقه أحمد ؛ وضعفه غيره؛ وبقية رجاله رجال الصحيح؛ وقال ابن حجر في الفتح: خرجه البزار ؛ وأبو يعلى ؛ وسنده لين.

التالي السابق


الخدمات العلمية