صفحة جزء
3303 - "تصدقوا؛ فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته؛ فيقول الذي يأتيه بها: لو جئت بها بالأمس لقبلتها ؛ فأما الآن فلا حاجة لي فيها؛ فلا يجد من يقبلها"؛ (حم ق ن)؛ عن حارثة بن وهب .


(تصدقوا؛ فسيأتي عليكم زمان) ؛ يستغني الناس فيه عن المال؛ لظهور الكنوز؛ وكثرة العدل؛ وقلة الناس؛ وقصر آمالهم؛ أول ظهور الأشراط؛ وكثرة الفتن ؛ بحيث (يمشي الرجل) ؛ الإنسان فيه؛ (بصدقته) ؛ يلتمس من يقبلها منه؛ (فيقول) ؛ الإنسان؛ (الذي يأتيه بها) ؛ يعني: الذي يريد المتصدق أن يعطيه الصدقة؛ (لو جئت بها) ؛ إلي؛ (بالأمس) ؛ حيث كنت محتاجا إليها؛ (لقبلتها) ؛ منك؛ (فأما الآن) ؛ وقد كثرت الأموال؛ اشتغلنا بأنفسنا؛ وإنما نقصد نجاة مهجنا؛ (فلا حاجة لي فيها) ؛ أي: في قبولها؛ فيرجع بها؛ (فلا يجد من يقبلها) ؛ منه؛ فكيفما كان؛ فهو من أشراط الساعة؛ وزعم أن ذلك وقع في زمن عمر بن عبد العزيز ؛ فليس من الأشراط؛ بعيد جدا؛ وفيه حث على الإسراع بالصدقة؛ وتهديد لمن أخرها عن مستحقها؛ ومطلوبها ؛ حتى استغنى؛ يعني: المستحق الفقير لا يخلص ذمة الغني المماطل.

(حم ق ت) ؛ في الزكاة؛ (عن حارثة ) ؛ بحاء مهملة؛ ومثلثة؛ ( ابن وهب ) ؛ الخزاعي ؛ صحابي نزل الكوفة ؛ وهو ربيب عمر بن الخطاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية