صفحة جزء
170 - " اجتنب الغضب " ؛ ابن أبي الدنيا ؛ في ذم الغضب؛ ابن عساكر ؛ عن رجل من الصحابة؛ (صح).


(اجتنب) ؛ بهمزة وصل مكسورة؛ (الغضب) ؛ أي: أسبابه؛ أي: لا تفعل ما يأمر به؛ ويحمل عليه؛ من قول أو فعل؛ لأن نفس الغضب جبلي؛ إذ هو غليان دم القلب؛ لإرادة الانتقام؛ وقد خلق من نار؛ وغرس في الإنسان؛ فمتى نوزع في غرض ثار الغضب؛ فغلى دم القلب؛ وسرى إلى العروق؛ فإن قدر على الانتقام احمر وجهه؛ وإلا انقبض الدم واصفر اللون؛ وانقلب الغضب حزنا؛ ومحل قوة الغضب القلب؛ فالناس فيه ما بين تفريط؛ وإفراط؛ واعتدال؛ فالتفريط أن يفقد قوة الغضب؛ وهو مذموم؛ إذ لا حمية؛ ولا غيرة لمن هو كذلك؛ والإفراط أن يخرج عن سياسة العقل؛ ويقع في نقص الدين؛ ولا ينظر في العواقب؛ وهذا محل النهي؛ وما بين ذلك هو الوسط المحمود؛ قال البيضاوي : ولعله لما رأى جميع المفاسد [ ص: 153 ] التي تعرض للإنسان؛ إنما هي من شهوته وغضبه؛ وكانت شهوة السائل مكسورة؛ نهاه عن الغضب؛ الذي هو أعظم ضررا من غيره؛ فإنه إذا ملك نفسه عند حصوله؛ كان أقوى أعدائه.

( ابن أبي الدنيا ) ؛ أبو بكر القرشي؛ (في) ؛ كتاب (ذم الغضب) ؛ أي: فيما جاء فيه؛ ( وابن عساكر ) ؛ في تاريخه؛ عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ (عن رجل من الصحابة) ؛ أن رجلا قال: يا رسول الله؛ حدثني بكلمات أعيش بهن؛ ولا تكثر علي؛ فذكره؛ وجهالته لا تصير الحديث مرسلا؛ كما في تخريج الهداية لابن حجر؛ وهذا الحديث بمعناه في البخاري ؛ إذ فيه من حديث أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله؛ أوصني؛ قال: " لا تغضب" .

التالي السابق


الخدمات العلمية