صفحة جزء
3318 - "تعشوا؛ ولو بكف من حشف؛ فإن ترك العشاء مهرمة" ؛ (ت)؛ عن أنس ؛ (ض) .


(تعشوا؛ ولو بكف من حشف) ؛ تمر يابس فاسد؛ أو ضعيف؛ لا نوى له؛ كالشيص؛ (فإن ترك العشاء مهرمة) ؛ أي: مظنة للضعف والهرم؛ كما ذكره الزمخشري ؛ لأن النوم والمعدة خالية من الطعام يورث تحليلا للرطوبات الأصلية لقوة الهاضمة؛ وفي رواية - بدل "مهرمة"-: "مسقمة"؛ وذلك لما فيه من هجوم المرة؛ وهيجان الصفراء؛ سيما في الصيف؛ وشدة الحر؛ وقال الزين العراقي : دل الحديث - لو كان محلا للحجة - على ندب العشاء؛ لكون تركه مهرمة ؛ وفيه أنه لا ينبغي تعاطي الأمور المؤدية للهرم؛ لأنه يضعفه عن العبادة؛ وفي قوله: "ولو بكف من حشف"؛ إرشاد إلى سد الجائع جوعته بما تيسر؛ من غير [ ص: 252 ] تكلف؛ وقال العسكري : ربما توهم متوهم أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حث على الإكثار من الطعام؛ وهذا غلط شديد؛ فإن من أكل فوق شبعه ؛ أكل ما لا يحل له؛ فكيف يأمر بأكله؛ وإنما معناه أن القوم كانوا يخففون في المطعم؛ ويدع المتغذي منهم الغذاء ولم يبلغ الشبع؛ ويتواصون بذلك.

(ت) ؛ من حديث محمد بن يعلى الكوفي ؛ عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي؛ ابن عبد الملك بن علاق ؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ ثم قال الترمذي : هذا حديث منكر؛ لا نعرفه إلا من هذا الوجه؛ وعنبسة ضعيف؛ وعبد الملك بن علاق مجهول؛ أهـ؛ وبه يعرف أن اقتصار المؤلف على عزو الحديث لمخرجه؛ وحذفه ما عقبه به من بيان حاله وعلله؛ غير صواب؛ وقال الذهبي في الضعفاء والمتروكين: عنبسة هذا متروك متهم؛ وقال الزين العراقي : متفق على ضعفه؛ وقال النسائي : متروك؛ وقال أبو حاتم : وضاع؛ قال الزين : ومدار الحديث على عنبسة هذا؛ ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه؛ وكذا الصغاني ؛ وتعقبه المؤلف فلم يأت إلا بما حاصله أن له شاهدا.

التالي السابق


الخدمات العلمية