صفحة جزء
3444 - "ثلاث من الفواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر؛ وإن أسأت لم يغفر ؛ وجار إن رأى خيرا دفنه؛ وإن رأى شرا أشاعه؛ وامرأة إن حضرت آذتك؛ وإن غبت عنها خانتك"؛ (طب)؛ عن فضالة بن عبيد ؛ (ح) .


(ثلاث من الفواقر) ؛ أي: الدواهي؛ واحدتها "فاقرة"؛ كأنها التي تحطم الفقار؛ كما يقال: "قاصمة الظهر"؛ ذكره الزمخشري ؛ ( إمام) ؛ يعني: خليفة؛ أو أمير؛ (إن أحسنت لم يشكر ) ؛ إياك؛ على إحسانك؛ (وإن أسأت لم يغفر) ؛ لك ما فرط من هفوة؛ أو كبوة؛ بل يعاقب عليه؛ ( وجار) ؛ جائر ؛ (إن رأى) ؛ أي: علم منك؛ (خيرا) ؛ فعلته؛ (دفنه) ؛ أي: ستره؛ وأخفى أثره؛ حتى كأنه لم يعرف خبره؛ (وإن رأى) ؛ عليك؛ (شرا أشاعه) ؛ أي: نشره؛ وأظهره؛ وأفشاه بين الناس؛ ليشينك به؛ ويلحق بذلك العار والعيب؛ (وامرأة) ؛ [ ص: 297 ] أي: زوجة لك؛ (إن حضرت) ؛ عندها؛ (آذتك ) ؛ بالقول؛ والفعل؛ (وإن غبت عنها خانتك) ؛ في نفسها؛ بالخنا؛ والزنا؛ وفي مالك بالإسراف؛ والاعتساف؛ وعدم الرفق؛ والإلطاف؛ فكل واحدة من هذه الثلاث هي الداهية والبلية العظمى؛ فإن اجتمعت فذلك البلاء الذي لا يضاهى؛ والحزن الذي لا يتناهى.

(طب؛ عن فضالة ) ؛ بفتح الفاء؛ ومعجمة خفيفة؛ ( ابن عبيد ) ؛ بالتصغير؛ قال الحافظ العراقي : سنده حسن؛ وقال تلميذه الهيثمي : فيه محمد بن عصام بن يزيد ؛ ذكره ابن أبي حاتم ؛ ولم يخرجه؛ ولم يوثقه؛ وبقية رجاله وثقوا.

التالي السابق


الخدمات العلمية