صفحة جزء
3449 - "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال قط من صدقة؛ فتصدقوا ؛ ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله (تعالى) بها عزا؛ فاعفوا؛ يزدكم الله عزا؛ ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس؛ إلا فتح الله عليه باب فقر"؛ ابن أبي الدنيا ؛ في ذم الغضب؛ عن عبد الرحمن بن عوف ؛ (ض) .


(ثلاث أقسم عليهن) ؛ أي: على حقيقتهن؛ ( ما نقص مال قط من صدقة ) ؛ فإنه وإن نقص في الدنيا؛ فنفعه في الآخرة باق؛ فكأنه ما نقص؛ وليس معناه أن المال لا ينقص حسا؛ قال ابن عبد السلام : ولأن الله يخلف عليه؛ لأن ذا معنى مستأنف؛ (فتصدقوا) ؛ ولا تبالوا بالنقص الحسي؛ (ولا عفا رجل) ؛ ذكر الرجل غالبي؛ والمراد: إنسان؛ (عن مظلمة ظلمها) ؛ بالبناء للمجهول؛ (إلا زاده الله - تعالى - بها عزا) ؛ في الدنيا؛ والآخرة؛ كما سلف تقريره؛ ( فاعفوا؛ يزدكم الله عزا ؛ ولا فتح رجل) ؛ أي: إنسان؛ (على نفسه باب مسألة ) ؛ أي: شحاذة؛ (يسأل الناس) ؛ أي: يطلب منهم أن يعطوه من مالهم؛ ويظهر لهم الفقر؛ والحاجة؛ وهو بخلاف ذلك ؛ (إلا فتح الله عليه باب فقر) ؛ لم يكن له في حساب؛ بأن يسلط على ما بيده ما يتلفه؛ حتى يعود فقيرا محتاجا على حالة أسوأ مما أذاع عن نفسه؛ جزاء على فعله: ولا يظلم ربك أحدا

( ابن أبي الدنيا ) ؛ أبو بكر القرشي ؛ [ ص: 299 ] (في) ؛ كتاب؛ (ذم الغضب؛ عن عبد الرحمن بن عوف ) ؛ أحد العشرة المبشرة بالجنة.

التالي السابق


الخدمات العلمية