صفحة جزء
3452 - "ثلاثة حق على الله ألا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر؛ والمظلوم حتى ينتصر؛ والمسافر حتى يرجع" ؛ البزار ؛ عن أبي هريرة ؛ (ح) .


(ثلاثة حق على الله (تعالى) ألا يرد لهم) ؛ أي: لكل منهم؛ (دعوة) ؛ دعا بها؛ مع توفر الأركان والشروط؛ وصدق النية: دعوة (الصائم ) ؛ بدل مما قبله - على حذف مضاف -؛ أي: دعوة الإنسان في حال تلبسه بالصوم؛ (حتى يفطر) ؛ أي: إلى أن يتعاطى مفطرا؛ ويحتمل إلى أن يدخل أوان إفطاره؛ وإن لم يفطر بالفعل؛ قال في الأذكار: هكذا الرواية "حتى"؛ بمثناة فوقية؛ ( والمظلوم) ؛ فإن دعوته على ظالمه مستجابة ؛ (حتى) ؛ أي: إلى أن؛ (ينتصر) ؛ أي: ينتقم ممن ظلمه باليد؛ أو باللسان؛ لأنه مضطر ملهوف؛ قال (تعالى): أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ؛ أي: لا يجيبه؛ ولا يكشف ما به إلا الله؛ ( والمسافر) ؛ أي: سفرا في غير معصية ؛ كما هو القياس الظاهر؛ (حتى) ؛ أي: إلى أن (يرجع) ؛ إلى وطنه؛ لأنه مستوفز مضطرب؛ قلما يسكن إلا إلى الرحل والترحال؛ وهو على وجل من الحوادث؛ فهو كثير الإنابة إلى الله (تعالى)؛ فسره منفصل عن الأغيار؛ ومتعلق بالجبار؛ فلما صفا سره؛ أسرعت له الإجابة؛ وحتى في القرائن كلها؛ بمعنى إلى كمال قدرته.

( البزار ) ؛ في مسنده؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال الهيثمي : فيه إسحاق بن زكريا الأيلي؛ شيخ البزار ؛ ولم أعرفه؛ وبقية رجاله رجال الصحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية