صفحة جزء
3477 - "ثلاث وثلاث وثلاث؛ فثلاث لا يمين فيهن؛ وثلاث الملعون فيهن؛ وثلاث أشك فيهن ؛ فأما الثلاث التي لا يمين فيهن؛ فلا يمين للولد مع والده؛ ولا للمرأة مع زوجها؛ ولا للمملوك مع سيده; وأما الملعون فيهن؛ فملعون من لعن والديه؛ وملعون من ذبح لغير الله؛ وملعون من غير تخوم الأرض; وأما التي أشك فيهن؛ فعزير؛ لا أدري أكان نبيا؛ أم لا؛ ولا أدري ألعن تبع؛ أم لا؛ ولا أدري: الحدود كفارة لأهلها؛ أم لا"؛ الإسماعيلي ؛ في معجمه؛ وابن عساكر ؛ عن ابن عباس ؛ (ح) .


(ثلاث وثلاث وثلاث) ؛ أي: أعدهن؛ وأبين حكمهن؛ (فثلاث لا يمين فيهن) ؛ أي: يعمل بمقتضاها؛ بل إذا وقع الحلف؛ ينبغي الحنث والتكفير؛ لا يجب فيهن يمين؛ (وثلاث الملعون فيهن؛ وثلاث أشك فيهن) ؛ فلا أجزم فيهن بشيء؛ (فأما الثلاث التي لا يمين فيهن؛ فلا يمين للولد مع والده) ؛ أي: لو كانت يمين الولد يحصل بسببها لوالده نحو أذى ؛ طلب للولد أن يكفر عن يمينه؛ وكذا يقال في قوله: (ولا للمرأة مع زوجها) ؛ فإذا حلفت على شيء يتأذى به؛ تحنث وتكفر؛ (ولا للمملوك مع سيده) ؛ فإذا حلف المملوك على فعل شيء؛ أو تركه؛ وتأذى به سيده ؛ يحنث؛ ويكفر بالصوم؛ لكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق في كل ذلك؛ (وأما الملعون فيهن؛ فملعون من لعن والديه ) ؛ أي: يعود لعنه عليه؛ (وملعون من ذبح لغير الله ) ؛ كالأصنام؛ ( وملعون من غير تخوم الأرض ) ؛ بضم المثناة الفوقية؛ وخاء معجمة؛ أي: حدودها؛ جمع "تخم"؛ بفتح؛ فسكون؛ [ ص: 310 ] (وأما التي أشك فيهن؛ فعزير لا أدري أكان نبيا؛ أم لا؛ ولا أدري ألعن تبع؛ أم لا) ؛ وهذا قبل علمه بأنه كان قد أسلم؛ بدليل ما سيجيء في حديث: "لا تسبوا - وفي رواية - "لا تلعنوا"- تبعا؛ فإنه كان قد أسلم" ؛ وهو تبع الحميري ؛ كان مؤمنا؛ وقومه كافرين؛ فلذلك ذمهم الله ولم يذمه؛ (ولا أدري: الحدود) ؛ التي تقام على أهلها في الدنيا؛ (كفارة لأهلها في العقبى؛ أم لا) ؛ وهذا قاله قبل علمه بأنها كفارة لها؛ فقد صح عند أحمد وغيره خبر: "من أصاب ذنبا فأقيم عليه حد ذلك الذنب؛ فهو كفارته" ؛ وظاهره التكفير؛ وإن لم يتب؛ وعليه الجمهور؛ واستشكل بأن قتل المرتد ليس بكفارة؛ وأجيب بأن الخبر خص بآية: إن الله لا يغفر أن يشرك به ؛ وظاهر الخبر أن القاتل إذا قتل؛ سقطت عنه المطالبة في الآخرة؛ وأباه جماعة.

( الإسماعيلي ) ؛ بكسر الهمزة؛ وسكون المهملة؛ وفتح الميم؛ وكسر العين المهملة؛ نسبة إلى جد له؛ اسمه إسماعيل ؛ (في معجمه؛ وابن عساكر ) ؛ في تاريخه؛ (عن ابن عباس ) - رضي الله عنهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية