صفحة جزء
17 - " آمروا النساء في بناتهن " ؛ (د هق)؛ عن ابن عمر ؛ (ح).


(آمروا) ؛ بالمد؛ وميم مخففة مكسورة؛ هكذا الرواية؛ فمن شدد الميم لم يصب؛ وإن صح معناه؛ (النساء) ؛ اسم لجماعة إناث الأناسي؛ الواحدة " امرأة" ؛ من غير لفظ الجمع؛ (في بناتهن) ؛ أي: شاوروهن في تزويجهن؛ لأنه أدعى للألفة؛ وأطيب للنفس؛ إذ البنات للأمهات أميل؛ وقد يكون عند أمها رأي صدر عن علم بباطن حالها؛ أو بالزوج؛ قال البيهقي : قال الشافعي : لم يختلف الناس أنه ليس للأمهات أمر؛ لكنه على معنى استطابة النفس؛ وقال ابن العربي: هذا غير لازم؛ إجماعا؛ وإنما هو مستحب؛ والمراد هنا الأم؛ والجدات من جهة الأب؛ ومن جهة الأم؛ فإنها - وإن استؤذنت - قد تأذن حياء؛ قال في الكشاف: و" الائتمار" : التشاور؛ يقال: " الرجلان يتآمران" ؛ و" يأتمران" ؛ لأن كلا منهما يأمر صاحبه بشيء؛ أو يشير عليه بأمر؛ وقال الراغب : " الائتمار" : قبول الأمر؛ ويقال للتشاور " ائتمار" ؛ لقبول بعضهم أمر بعض فيما أشار به؛ و" الأمر" : طلب الفعل من الدون؛ وبه سمي الأمر - الذي هو واحد الأمور - تسمية المفعول به بالمصدر؛ قال الزمخشري : وهذا وما قبله خطاب مشافهة؛ وهو - كما قال القاضي وغيره - شامل للموجودين وقت الخطاب؛ ومن سيوجد إلى قيام الساعة؛ إلا ما خص بدليل.

(د)؛ في النكاح؛ (هق) ؛ فيه؛ كلاهما (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وفي رواية إسماعيل بن أمية عن [ ص: 57 ] الثقة عن ابن عمر : " في شأنهن" ؛ بدل " بناتهن" ؛ ورمز المؤلف لحسنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية