صفحة جزء
3593 - "جعلت قرة عيني في الصلاة" ؛ (طب)؛ عن المغيرة ؛ (ض) .


( جعلت قرة عيني في الصلاة ) ؛ لأنه كان حالة كونه فيها مجموع الهم على مطالعة جلال الله؛ وصفاته؛ فيحصل له من آثار ذلك ما تقر به عينه.

(تنبيه) :

سئل ابن عطاء الله : هل هذا خاص بنبينا - صلى الله عليه وسلم -؛ أم لغيره منه شرب؟ فقال: قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود؛ وليس معرفة كمعرفته؛ فلا قرة عين كقرته؛ انتهى؛ ومحصوله أنه ليس من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -؛ لكنه أعطي في هذا المقام أعلاه؛ وبذلك صرح الحكيم الترمذي ؛ فقال: إن الصلاة إلى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كلهم؛ فلمحمد - صلى الله عليه وسلم - من ربه (تعالى) بحر؛ ولما سواه أنهار وأودية؛ فكل إنما ينال من الصلاة [ ص: 349 ] من مقامه؛ فالأنبياء؛ ثم خلفاؤهم الأولياء؛ ينالون من الصلاة مقاما عاليا؛ وليس للعباد والزهاد والمتقين فيه إلا مقام الصدق ومجاهدة الوسوسة؛ ومن بعدهم من عامة المسلمين لهم مقام التوحيد في الصلاة؛ والوساوس معهم بلا مجاهدة؛ والأنبياء وأعاظم الأولياء في مفاوز الملكوت؛ وليس للشيطان أن يدخل تلك المفاوز؛ وما وراء المفاوز حجب وبساتين؛ شغلت القلوب بما فيها عن أن يخطر ببالهم ما وراءها؛ انتهى.

(طب؛ عن المغيرة ) ؛ ابن شعبة ؛ ورواه عنه الخطيب ؛ في التاريخ أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية