صفحة جزء
3674 - "حبك الشيء يعمي ويصم" ؛ (حم تخ د)؛ عن أبي الدرداء ؛ والخرائطي ؛ في اعتلال القلوب؛ عن أبي برزة ؛ وابن عساكر ؛ عن عبد الله بن أنيس ؛ (ح) .


(حبك الشيء) ؛ في رواية: "للشيء"؛ (يعمي ويصم) ؛ أي: يجعلك أعمى عن عيوب المحبوب؛ أصم عن سماعها؛ حتى لا تبصر قبيح فعله؛ ولا تسمع فيه نهي ناصح؛ بل ترى القبيح منه حسنا؛ وتسمع منه الخنا قولا جميلا؛ وهذا معنى قول كثير: "يعمي العين عند النظر إلى مساويه؛ ويصم الأذن عن العذل فيه"؛ أو يعمي ويصم عن الآخرة؛ أو عن طرق الهدى؛ وفائدته النهي عن حب ما لا ينبغي الإغراق في حبه ؛ وهذا الحديث قد عده العسكري من الأمثال؛ والحب لذة تعمي عن رؤية غير المحبوب؛ وتصمه عن سماع العذل فيه؛ والمحبة إذا استولت على القلب؛ سلبته عن صفاته؛ وقال القائل:


وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

[ ص: 373 ] وقال بعضهم:


وكذبت طرفي فيك والطرف صادق     وأسمعت أذني فيك ما ليس تسمع

وقال أيضا:


أصمني الحب إلا عن تسارره     فمن رأى حب حب يورث الصمما
وكفني الحب إلا عن رعايته     فالحب يعمي وفيه القتل إن كتما

(حم تخ د) ؛ في الأدب؛ (عن أبي الدرداء ) ؛ قال الحافظ العراقي : وإسناده ضعيف؛ وقال الزركشي : روي من طرق؛ في كل منها مقال؛ وقال المصنف في الدرر - كأصله -: الوقف أشبه؛ ( والخرائطي في) ؛ كتاب؛ (اعتلال القلوب؛ عن أبي برزة ) ؛ الأسلمي؛ فضلة بن عبيد ؛ ( وابن عساكر ) ؛ في التاريخ؛ (عن عبد الله بن أنيس ) ؛ أشار بتعدد مخرجيه وطرقه إلى دفع زعم الصغاني وضعه؛ وقوله: فيه ابن أبي مريم ؛ كذوب؛ أبطله الحافظ العراقي بأنه لم يتهمه أحد بكذب؛ ويكفينا سكوت أبي داود ؛ فزعم وضعه بهت؛ بل ولا نسلم حذفه؛ بل ولا ضعفه؛ بل هو حسن؛ وما اشتهر على الألسنة من خبر: "المحبة مكبة"؛ لا أصل له.

التالي السابق


الخدمات العلمية