صفحة جزء
185 - " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا " ؛ (ق د) ؛ عن ابن عمر ؛ (صح).


(اجعلوا) ؛ من " الجعل" ؛ كما قال الحراني ؛ وهو إظهار أمر عن سبب؛ وتصيير؛ (آخر صلاتكم بالليل) ؛ يعني: [ ص: 160 ] تهجدكم فيه؛ (وترا) ؛ بالكسر؛ والفتح؛ وهو الفرد؛ ما لم يشفع من العدد؛ والمراد صلاة الوتر؛ وذلك لأن أول صلاة الليل المغرب؛ وهي وتر؛ فناسب كون آخرها وترا؛ والأمر للوجوب؛ عند أبي حنيفة ؛ وللندب عند الشافعي ؛ بدليل ذكر صلاة الليل؛ فإنها غير واجبة اتفاقا؛ فكذا آخرها؛ وخبر: " من لم يوتر فليس منا" ؛ معناه: غير عامل بسنتنا؛ وفيه الأمر بجعل صلاة الوتر آخر الليل؛ فتأخيره إلى آخره أفضل لمن وثق بانتباهه آخر الليل؛ وتقديمه لغيره أفضل؛ كما يصرح به خبر مسلم : " من خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أوله؛ ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة" ؛ أي: تشهدها ملائكة الرحمة؛ وعلى التفصيل تحمل الأحاديث المطلقة؛ كخبر: " أوصاني خليلي ألا أنام إلا على وتر" .

(ق د) ؛ في الصلاة؛ (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وقضية صنيعه أنه لم يروه من الستة إلا هؤلاء الثلاثة؛ والأمر بخلافه؛ فإن النسائي رواه معهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية