صفحة جزء
3676 - "حجبت النار بالشهوات؛ وحجبت الجنة بالمكاره" ؛ (خ)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .


(حجبت) ؛ وفي رواية القضاعي : "حفت"؛ (النار بالشهوات) ؛ أي: ما يستلذ من أمور الدنيا؛ مما منع الشرع منه أصالة؛ أو لاستلزامه ترك مأمور؛ وألحق به الشبهات؛ والإكثار من المباحات؛ خوف الوقوع في محرم؛ (وحجبت الجنة بالمكاره) ؛ أي: بما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه؛ فعلا وتركا؛ كالإتيان بالعبادة على وجهها؛ والمحافظة عليها؛ وتجنب المنهي؛ قولا وفعلا؛ وأطلق عليها "مكاره"؛ لمشقتها؛ وصعوبتها على العامل؛ فلا يصل إلى النار إلا بتعاطي الشهوات؛ ولا إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات؛ وهما محجوبتان؛ فمن هتك الحجاب اقتحم.

(خ؛ عن أبي هريرة ) ؛ وظاهر صنيعه أن هذا مما تفرد به البخاري عن صاحبه؛ وهو ذهول؛ بل هو في مسلم أيضا؛ كما ذكره الديلمي وغيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية