صفحة جزء
3715 - "(حسبي الله؛ ونعم الوكيل)؛ أمان لكل خائف" ؛ (فر)؛ عن شداد بن أوس ؛ (ض) .


("حسبي الله؛ ونعم الوكيل") ؛ أي: النطق بهذا اللفظ ؛ مع اعتقاد معناه بالقلب؛ والإخلاص وقوة الرجاء؛ (أمان لكل خائف) ؛ أليس الله بكاف عبده ؛ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ؛ فمتى اعتقد العبد ألا فاعل إلا الله؛ وأن كل موجود من خلق ورزق وعطاء ومنع وحياة وموت وفقر وغنى؛ هو المنفرد به؛ اكتفى به عن كل موجود؛ ولم ينظر إلى غيره؛ بل كان منه خوفه؛ ورجاؤه؛ وبه ثقته؛ وعليه اتكاله؛ وكفى بالله وكيلا؛ وهذا قاله في غزوة الخندق؛ لما نزل: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم

(تنبيه) :

قال التفتازاني في المطول: قولهم: "ونعم الوكيل"؛ إما عطف على الجملة الأولى؛ والمخصوص محذوف؛ كما في قوله (تعالى): نعم العبد ؛ فيكون من عطف الجملة الإنشائية؛ على الاسمية الإخبارية؛ وإما على تضمين "حسبنا الله"؛ معنى الفعل؛ وقال السيد في قوله (تعالى): وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ؛ أي: "وقالوا: ونعم الوكيل"؛ فيحتمل أن يقدر مثله هنا.

(فر؛ عن شداد بن أوس ) ؛ وفيه بقية بن الوليد ؛ وحاله معروف؛ ومكحول ؛ قال الذهبي : حكى ابن سعد أنه ضعيف؛ ووثقه غيره؛ ورواه أيضا أبو نعيم ؛ ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحا؛ فلو عزاه المصنف له لكان أولى.

التالي السابق


الخدمات العلمية