صفحة جزء
189 - " اجعلوا بينكم؛ وبين النار حجابا؛ ولو بشق تمرة " ؛ (طب)؛ عن فضالة بن عبيد؛ (ح).


[ ص: 162 ] (اجعلوا بينكم وبين النار حجابا) ؛ أي: سترا وحاجزا؛ فتنكير الحجاب للتعظيم؛ (ولو بشق تمرة) ؛ أي: بشطر منها؛ والحجاب جسم حائل بين شيئين؛ وقد استعمل في المعاني؛ فيقال: العجز حجاب بين العبد؛ وقصده؛ والمعصية حجاب بينه وبين ربه؛ وفيه حث على الصدقة؛ وهي سنة كل يوم؛ ولو بما قل؛ كبعض تمرة؛ أو الماء؛ ويتأكد لمن يخص وقتا بالصدقة أن يتحرى الأوقات والأزمان الشريفة؛ والأماكن الفاضلة؛ ويتأكد أن يكون التصدق بطيب قلب؛ وبشاشة؛ وأن يكون من الحلال الصرف؛ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا؛ وذلك هو الذي يكون وقاية من النار.

(طب؛ عن فضالة) ؛ بفتح الفاء؛ والمعجمة؛ (ابن عبيد) ؛ مصغرا؛ شهد " أحدا" ؛ و" الحديبية" ؛ وولي قضاء دمشق؛ رمز المؤلف لحسنه؛ وليس على ما ينبغي؛ فقد أعلهالهيتمي وغيره؛ بابن لهيعة؛ لكن يعضده ما رواه أحمد من حديث عائشة ؛ قال في الفتح؛ بإسناد حسن: " يا عائشة استتري من النار؛ ولو بشق تمرة" ؛ لأنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان؛ وكان الجامع بينهما في ذلك حلاوتها.

التالي السابق


الخدمات العلمية