صفحة جزء
3764 - "حوضي كما بين صنعاء ؛ والمدينة ؛ فيه الآنية مثل الكواكب" ؛ (ق)؛ عن حارثة بن وهب ؛ وعن المستورد .


(حوضي كما بين صنعاء؛ والمدينة ) ؛ أي: مسافة عرضه كالمسافة بينهما؛ قال القاضي : الحوض على ظاهره عند أهل السنة؛ وحديثه متواتر تواترا معنويا؛ فيجب الإيمان به ؛ وتردد البعض في تكفير منكره؛ وقال القرطبي : أحاديث الحوض متواترة؛ فقد رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من ثلاثين؛ ورواه عنهم من التابعين أمثالهم؛ ثم لم تزل تلك الأحاديث تتوالى؛ وتشير الرواية إليها في جميع الأعصار إلى أن ينتهي ذلك إلينا؛ وقامت به حجة الله علينا؛ فأجمع عليه السلف والخلف؛ وقد أنكره قوم من المبتدعة؛ فأحالوه عن ظاهره؛ وغلطوا في تأويله من غير إحالة عقلية؛ ولا عادية؛ تلزم من إجرائه على ظاهره؛ ولا معارضة سمعية ولا نقلية تدعو إليه؛ فتأويله تحريف صدر عن عقل سخيف؛ (فيه الآنية مثل الكواكب) ؛ يعني: الكيزان التي يشرب بها منه؛ كالنجوم في الكثرة والإضاءة؛ وورد أن لكل نبي حوضا؛ على قدر رتبته؛ وأمته؛ فالحوض ليس من خصائصه؛ وماء الحوض من ماء الجنة؛ واعلم أن هذه الرواية تخالفها رواية: "الحوض ما بين أيلة ؛ وصنعاء " ؛ ورواية: "ما بين جرباء ؛ وأذرح" ؛ قال في التنقيح: ووجه الجمع بينهما أن هذه الأقوال صورة على جهة التمثيل في بعد أقطار الحوض؛ [ ص: 399 ] وخاطب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أهل كل جهة بما يعرفون من تلك المواضع؛ أهـ؛ وسبقه لنحوه القرطبي ؛ فقال: اختلفت الروايات الدالة على قدر الحوض؛ فظن بعض القاصرين أنه اضطراب؛ ولا كذلك؛ بل تحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث الحوض مرارا؛ وذكر تلك الألفاظ المختلفة؛ إشعارا بأنه تقدير؛ لا تحقيق؛ وكلها تفيد أنه كبير متسع؛ وسبب ذكره الجهات المختلفة في قدره؛ أنه كان بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات؛ فخاطب كلا بالجهة التي يعرفها.

(ق؛ عن حارثة بن وهب ) ؛ الخزاعي ؛ ( والمستورد ) ؛ ابن شداد بن عمر القرشي الحجازي .

التالي السابق


الخدمات العلمية