صفحة جزء
3910 - "خص البلاء بمن عرف الناس؛ وعاش فيهم من لم يعرفهم" ؛ القضاعي ؛ عن محمد بن علي ؛ مرسلا؛ (ض) .


( خص البلاء بمن عرف الناس ) ؛ لفظ رواية الديلمي : "خص بالبلاء من عرفه الناس" ؛ وفي رواية: "خص بالبلاء من عرف الناس؛ أو عرفه الناس" ؛ قال شيخنا العارف الشعراوي : فالأصل مبتلى بنفسه؛ والثاني مبتلى بالناس؛ وذلك لأن معرفتهم والتعرف إليهم وبهم توجب مراعاتهم وحفظهم والتحفظ منهم؛ بحسب قلتهم وكثرتهم؛ فالشخص مبتلى بمعارفه دينا؛ ودنيا: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ؛ (وعاش فيهم من لم يعرفهم) ؛ أي: عاش مع ربه؛ وحفظ دينه بتركهم؛ وفيه حجة لمن فضل العزلة وترك التعرف؛ إيثارا للسلامة ؛ قال الغزالي : عن ابن عيينة : رأيت سفيان الثوري في النوم؛ كأنه في الجنة؛ يطير من شجرة إلى شجرة؛ يقول: لمثل هذا فليعمل العاملون ؛ فقلت: أوصني؛ قال: أقل من معرفة الناس؛ وقال الفضيل : هذا زمان احفظ لسانك؛ وأخف مكانك؛ وعالج قلبك؛ وخذ ما تعرف؛ ودع ما تنكر؛ وقال الطائي : صم عن الدنيا؛ واجعل فطرك الآخرة؛ وفر من الناس فرارك من الأسد؛ وقال أبو عبيد : ما رأيت حكيما قط إلا قال لي عقب كلامه: إن أحببت ألا تعرف؛ فأنت من الله على بال.

( القضاعي ) ؛ في مسند الشهاب؛ (عن محمد بن علي ) ؛ ابن أبي طالب الهاشمي أبي القاسم بن الحنفية ؛ (مرسلا) ؛ ظاهر صنيع المصنف أنه لا علة فيه غير الإرسال؛ وأنه لا يوجد مسندا؛ وإلا لما عدل للمرسل؛ [والأمر] بخلافه؛ أما أولا؛ فلأن جمعا - منهم السخاوي - ضعفوه؛ فقالوا: ضعيف؛ مع إرساله؛ وأما ثانيا: فلأن الديلمي وابن لال والحلواني [ ص: 440 ] خرجوه مسندا من حديث عمر بن الخطاب ؛ فاقتصار المصنف على ذلك؛ غير صواب.

التالي السابق


الخدمات العلمية