صفحة جزء
3924 - "خلقان يحبهما الله؛ وخلقان يبغضهما الله ؛ فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء؛ والسماحة؛ وأما اللذان يبغضهما الله؛ فسوء الخلق؛ والبخل؛ وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس"؛ (هب)؛ عن ابن عمرو ؛ (ح) .


(خلقان) ؛ تثنية "خلق"؛ بالضم؛ وهو الطبع والسجية؛ (يحبهما الله) ؛ أي: يرضاهما؛ ويثيب عليهما ثوابا جزيلا؛ (وخلقان يبغضهما الله) ؛ أي: ينهى عنهما؛ ويعاقب عليهما؛ ( فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء) ؛ بالمد: الجود والكرم؛ (والسماحة ) ؛ أي: الإعطاء بطيب نفس؛ وفي رواية للديلمي : "الشجاعة"؛ بدل "السماحة"؛ ( وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق؛ والبخل ) ؛ وهما مما يقرب إلى النار؛ ويقود إليها؛ كما في عدة أخبار؛ (وإذا أراد الله بعبد خيرا) ؛ أي: عظيما جدا؛ كما يفيده التنكير؛ (استعمله على قضاء حوائج الناس ) ؛ أي: ثم ألهمه القيام بحقها؛ والوفاء بما استعمل عليه؛ فمن وفقه الله لذلك فقد أنعم عليه بنعم جليلة؛ يلزمه الشكر عليها؛ وذلك علامة حسن الخاتمة؛ لكن الأمر كله على النية؛ والعمل لوجه الله (تعالى)؛ لا لغرض؛ ولا لعرض؛ وإلا انعكس الحال؛ فاعلم ذلك؛ فإنه لا بد منه.

(هب) ؛ وكذا أبو نعيم والديلمي ؛ (عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص ؛ ورواه الأصفهاني وغيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية