صفحة جزء
3943 - "خمروا الآنية؛ وأوكئوا الأسقية؛ وأجيفوا الأبواب ؛ واكفتوا صبيانكم عند المساء؛ فإن للجن انتشارا؛ وخطفة؛ وأطفئوا المصابيح عند الرقاد؛ فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت"؛ (خ)؛ عن جابر ؛ (صح) .


( خمروا) ؛ غطوا؛ وكل ما سترك من شيء فهو خمر؛ (الآنية ) ؛ جمع قلة كـ "أدمة"؛ جمع "أديم"؛ ذكره الزمخشري ؛ ( وأوكئوا) ؛ [ ص: 452 ] بكسر الكاف: شدوا؛ (الأسقية ) ؛ أي: أفواهها؛ بنحو خيط؛ (وأجيفوا) ؛ بجيم وفاء: أغلقوا؛ (الأبواب) ؛ أي: أبواب دوركم؛ (واكفتوا) ؛ بهمزة وصل؛ بكسر الفاء؛ (صبيانكم) ؛ أي: ضموهم إليكم؛ والمراد: أولادكم ذكورا؛ وإناثا؛ (عند المساء) ؛ أي: الغروب؛ وما بين العشاءين؛ فامنعوهم من الحركة؛ وأدخلوهم البيوت؛ (فإن للجن) ؛ بعد الغروب؛ (انتشارا وخطفة) ؛ بالتحريك؛ جمع "خاطف"؛ وهو أن يأخذ الشيء بسرعة؛ و"الخطفة": الأخذ بسرعة؛ (وأطفئوا) ؛ بهمزة قطع؛ وسكون المهملة؛ وكسر الفاء بعدها همزة مضمومة؛ (المصابيح عند الرقاد) ؛ أي: عند إرادة النوم؛ (فإن الفويسقة) ؛ بالتصغير: الفأرة؛ (ربما اجترت الفتيلة) ؛ من المصباح؛ بجيم ساكنة؛ وفوقية؛ وراء مشددة؛ مفتوحتين؛ (فأحرقت أهل البيت) ؛ وهم لا يشعرون؛ وهذا يفيد أنه لو أمن جرها - كما لو كان في قنديل - لا يطلب إطفاؤه عند النوم؛ وقد سبق ما فيه؛ والأوامر في هذا الباب وأمثاله إرشادية؛ وتنقلب ندبية بفعلها؛ بقصد الامتثال.

(خ؛ عن جابر ) ؛ كلام المصنف كالصريح في أن ذا مما تفرد به البخاري عن صاحبه؛ وهو غفلة؛ فقد عزاه الديلمي وغيره لهما معا.

التالي السابق


الخدمات العلمية