صفحة جزء
3963 - "خمس لا يعلمهن إلا الله : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير (حم)؛ والروياني ؛ عن بريدة ؛ (صح) .


( خمس لا يعلمهن إلا الله ) ؛ على وجه الإحاطة والشمول كليا؛ وجزئيا؛ فلا ينافيه إطلاع الله بعض خواصه على كثير من المغيبات ؛ حتى من هذه الخمس؛ لأنها جزئيات معدودة؛ وإنكار المعتزلة لذلك مكابرة؛ ( إن الله عنده علم الساعة ) ؛ أي: تعيين وقت قيامها؛ ( وينزل) ؛ بالتخفيف؛ والتشديد؛ (الغيث ) ؛ أي: يعلم نزوله في زمانه؛ ( ويعلم ما في الأرحام ) ؛ من ذكر؛ وأنثى؛ وشقي؛ وسعيد؛ ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) ؛ من خير؛ وشر؛ جعل لنا الدراية التي فيها معنى الجبلة؛ ولجنابه - تقدس - العلم؛ تفرقة بين العلمين؛ وأفاد أن ما هو بجبلتنا لا نعرف عاقبته؛ فكيف بغيره؟! (وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ؛ خص المكان ليعرف الزمان من باب أولى؛ لأن الأول في وسعنا؛ بخلاف الثاني؛ وتخصيص الخمسة لسؤالهم عنها.

(حم والروياني ) ؛ في مسنده؛ (عن بريدة ) ؛ قال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح؛ أهـ؛ وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يخرج في أحد الصحيحين؛ مع أن البخاري خرجه في الاستسقاء؛ بلفظ: "مفاتيح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة ؛ إلخ.

التالي السابق


الخدمات العلمية