صفحة جزء
3972 - "خيار المؤمنين القانع؛ وشرارهم الطامع" ؛ القضاعي ؛ عن أبي هريرة ؛ (ض) .


(خيار المؤمنين القانع) ؛ بما رزقه الله - تعالى - (وشرارهم الطامع ) ؛ في الدنيا؛ لفقره إلى الأسباب؛ فيسترق قلبه الأطماع؛ وتصير الخلق عليه كالأسباب؛ لأن الطمع فيها يضاعف الهم؛ ويطيل الحزن؛ وينسي المعاد؛ ومن قنع استراح؛ فالطمع في الدنيا هو الذي عمر النار بأهلها؛ والزهد هو الذي عمر الجنة بأهلها؛ "القانع"؛ هو الراضي عن الله بما قسم له من قليل الرزق؛ ظاهرا [ ص: 461 ] وباطنا؛ وإنما كان خيارهم لما تضمنته القناعة من مكارم أخلاق الإيمان؛ وهو الغني بما قسم له؛ ومن الرضا؛ وهو باب الله الأكبر؛ وهو أشرف مقامات الإيمان؛ ومن الزهد عن فضول الدنيا؛ ومن التعفف عن تعلق الهمة؛ قال الحرالي : والطمع يشرب القلب الحرص؛ ويختم عليه بطابع حب الدنيا؛ وحب الدنيا مفتاح كل شر؛ وسبب إحباط كل خير.

( القضاعي ) ؛ في مسند الشهاب؛ (عن أبي هريرة ) ؛ ورواه عنه أيضا الديلمي .

التالي السابق


الخدمات العلمية