صفحة جزء
3977 - "خيار أمتي أحداؤهم الذين إذا غضبوا رجعوا" ؛ (طس)؛ عن علي ؛ (ح) .


(خيار أمتي أحداؤهم) ؛ في رواية: "أحداؤها"؛ جمع "حديد"؛ كـ "شديد"؛ و"أشداء"؛ أي: أنشطها وأسرعها إلى الخير؛ مأخوذ من "حد السيف"؛ فالمراد بالحدة هنا: الصلابة في الدين؛ والقصد إلى الخير؛ والغضب لله؛ كما مر؛ وبعضهم يرويه بالجيم؛ من "الجد": ضد الهزل؛ أهـ؛ وهو غير سديد؛ إذ لا ملاءمة بينه وبين قوله: (الذين إذا غضبوا رجعوا) ؛ أعلم أن أمته هم المؤمنون بعزة الإيمان؛ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ؛ [ ص: 463 ] فحدتهم تنشأ عن عزة الإيمان؛ حمية للدين؛ لأن الحكم إذا نيط بوصف؛ صار علة فيه؛ نحو: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ؛ فخيار أمة الإيمان من تزايدت حدته عن تزايد قوة الإيمان؛ لا عن كبر وهوى؛ وسرعة رجوعهم من سكينة الإيمان؛ فهو حدة تنشأ عن قوة إيمانه وغيرته؛ كما كانت حدة موسى ؛ حتى روي أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارا؛ ولهذا لما قيل لأبي منصور : لولا حدة فيك؛ قال: ما يسرني بحدتي كذا وكذا؛ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال؛ قال الفاكهي : يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق؛ والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث؛ وهو قوله: "الذين إذا غضبوا رجعوا" ؛ فالرجوع والصفاء هو الفارق؛ وصاحب الخلق السوء يحقد؛ وصاحبها لا يحقد؛ والغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله.

(طس) ؛ وكذا الديلمي والبيهقي ؛ (عن علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ قال الهيثمي : فيه نعيم بن سالم بن قنبر ؛ وهو كذاب؛ أهـ؛ وفي الضعفاء للذهبي : قال ابن حبان : يضع الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية