صفحة جزء
3980 - "خيار أئمتكم الذين تحبونهم؛ ويحبونكم ؛ وتصلون عليهم؛ ويصلون عليكم؛ وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم؛ وتلعنونهم ويلعنونكم"؛ (م)؛ عن عوف بن مالك ؛ (صح) .


( خيار أئمتكم) ؛ أي: أمرائكم؛ (الذين تحبونهم ويحبونكم ) ؛ بأن يكونوا عدولا؛ فإن التحابب من الجانبين أن يكون ممدوحا عند استعمالهم للعدو؛ كما سبق تقريره؛ (وتصلون عليهم؛ ويصلون عليكم) ؛ أي: يدعون لكم؛ وتدعون لهم؛ يعني: تحبونهم ما دمتم أحياء؛ ويحبونكم ما داموا أحياء؛ فإذا جاء الموت ترحم بعضكم على بعض؛ وذكر البعض البعض بخير؛ قال الأبي : يعني بالمحبة: الدينية التي سببها اتباع الحق من الإمام والرعية؛ (وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم؛ وتلعنونهم ويلعنونكم) ؛ قال الماوردي : هذا صحيح؛ فإن الإمام إذا كان ذا خير أحبهم وأحبوه؛ وإذا كان ذا شر أبغضهم وأبغضوه؛ وأصل ذلك أن خشية الله تبعث على طاعته في خلقه؛ وطاعته فيهم تبعثهم على محبته؛ فلذلك كانت محبته دليلا على خيره؛ [ ص: 464 ] وبغضهم له دليلا على شره؛ وقلة مراقبته؛ أهـ؛ وظاهر كلام المصنف أن ذا هو الحديث بتمامه؛ والأمر بخلافه؛ بل بقيته كما في مسلم : قالوا: يا رسول الله؛ فننابزهم عند ذلك؟ قال: "لا؛ ما أقاموا فيكم الصلاة؛ إلا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله؛ فليكره ما يأتي به من معصية الله؛ ولا ينزعن يدا من طاعة" ؛ أهـ.

(م) ؛ في المغازي؛ (عن عوف بن مالك ) ؛ ولم يخرج البخاري عن عوف .

التالي السابق


الخدمات العلمية