صفحة جزء
205 - " أحب الناس إلي عائشة ؛ ومن الرجال أبوها " ؛ (ق ت) ؛ عن عمرو بن العاص ؛ (ت هـ) ؛ عن أنس ؛ (صح).


(أحب الناس إلي) ؛ من حلائلي الموجودين بالمدينة؛ إذ ذاك؛ ( عائشة ) ؛ على وزان خبر: " إن ابن الزبير أول مولود في الإسلام" ؛ يعني بالمدينة؛ وإلا فمحبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لخديجة أمر معروف؛ شهدت به الأخبار الصحاح؛ ذكره الزين العراقي؛ وأصله قول الكشاف: يقال في الرجل: " أعلم الناس" ؛ و" أفضلهم" ؛ يراد من في وقته؛ وإنما كانت عائشة أحب إليه من زوجاته الموجودات حالتئذ؛ لاتصافها بالفضل؛ وحسن الشكل؛ قال القرطبي : فيه جواز ذكر الأحب من النساء؛ والرجال؛ وأنه لا يعاب على من فعله؛ إذا كان المقول له من أهل الخير والدين؛ ويقصد بذلك مقاصد الصالحين؛ وليقتدى به في ذلك؛ فيحب من أحب؛ فإن المرء مع من أحب؛ وإنما بدأ بذكر محبته عائشة ؛ لأنها محبة جبلية؛ ودينية؛ وغيرها دينية لا جبلية؛ فسبق الأصل على الطارئ؛ فقيل له: ومن الرجال؟ قال: (ومن الرجال أبوها) ؛ لسابقته في الإسلام؛ ونصحه لله (تعالى)؛ ورسوله؛ وللإسلام وأهله؛ وبذل ماله ونفسه في رضاهما؛ ولا يعارض ذلك خبر الترمذي : " أحب أهلي إلي من أنعم الله عليه؛ وأنعمت عليه؛ أسامة بن زيد ؛ ثم علي" ؛ وخبر أحمد وأبي داود والنسائي ؛ قال ابن حجر: صحيح؛ عن النعمان بن بشير ؛ قال: استأذن أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسمع صوت عائشة عاليا؛ وهي تقول: " والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي..." ؛ الحديث؛ لما تقرر أن جهات المحبة مختلفة؛ فكأنه قال: كل من هؤلاء أحب إلي من جهة مخصوصة؛ لمعنى قام به؛ وفضيلة تخصه.

(ق ت؛ عن ابن عمرو بن العاص ) ؛ ابن وائل السهمي؛ الأمير المشهور؛ أسلم سنة ثمان؛ على الأصح؛ وولاه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عمان؛ ثم ولاه عمر مصر؛ ثم أقطعه معاوية ؛ وبها مات؛ قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الناس أحب إليك؛ قال: " عائشة " ؛ قلت: إني لست أعني النساء؛ إني أعني الرجال؛ قال: " ومن الرجال أبوها" ؛ (ت هـ) ؛ وكذا ابن حبان ؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحب الناس إليك؟ قال: " عائشة " ؛ قيل له: ليس عن أهلك نسألك؛ فذكره؛ وفي الباب عن عبد الله بن شقيق وغيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية