صفحة جزء
3993 - "خياركم أطولكم أعمارا؛ وأحسنكم أخلاقا" ؛ (حم)؛ والبزار ؛ عن أبي هريرة .


(خياركم أطولكم أعمارا) ؛ أي: في الإسلام؛ مع أنه صرح به في رواية للطبراني ؛ مع ظهوره؛ (وأحسنكم أخلاقا) ؛ قال الطيبي : هذا إشارة إلى ما قاله في جواب من سأله: أي الناس خير؟ فذكره؛ وقوله: "أحسنكم أخلاقا"؛ كقوله: "وحسن عمله"؛ في إرادة الجمع بين طول العمر؛ وحسن الخلق؛ قال لقمان لابنه: "يا بني؛ اتخذ طاعة الله تجارة؛ تأتك الأرباح من غير بضاعة".

(فائدة) :

قالوا: طريق تحصيل الأخلاق الحميدة: كثرة الذكر؛ وصحبة المرشد الكامل؛ ثم التخلق على ثلاثة أقسام: إنساني؛ وملكي؛ ورحماني؛ ولا يصل أحد إلى الأولى حتى يخرج من الخلق الحيواني والشيطاني والنفساني؛ ولحسن الخلق فوائد ؛ منها محبة الله لصاحبه؛ فأعظم بها من خصلة تتضمن كل كمال؛ وكل الصيد في جوف الفرا؛ ومحبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ وإيذانه بأن الله أراد به خيرا؛ وإذابة خطيئته كما تذيب الشمس الجليد؛ والزيادة في عمره؛ وإظلال الله له تحت عرشه؛ وإسكانه حظيرة القدس؛ وإدناءه من جواره؛ وبلوغه درجة الصائم القائم؛ وتحريمه على النار؛ هكذا جاء مفرقا في عدة أخبار.

(حم؛ والبزار ) ؛ في مسنده؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال الهيثمي : ابن إسحاق مدلس.

التالي السابق


الخدمات العلمية