صفحة جزء
4002 - "خير البقاع المساجد؛ وشر البقاع الأسواق" ؛ (طب ك)؛ عن ابن عمر ؛ (صح) .


( خير البقاع المساجد ) ؛ لأنها محل فيوض الرحمة؛ وإدرار النعمة؛ ( وشر البقاع الأسواق ) ؛ قرن المساجد بالأسواق؛ مع أن غيرها قد يكون شرا منها؛ ليبين أن الديني يدفعه الأمر الدنيوي؛ فكأنه قيل: خير البقاع مخلصة لذكر الله؛ مسلمة من الشوائب الدنيوية؛ فالجواب من أسلوب الحكيم ؛ فإنه سئل: أي البقاع خير؛ فأجاب به؛ وبضده؛ وسبق أن هذا من وصف المحل بما يقع فيه.

(تنبيه) :

هذا الحديث فيه قصة عند الطبراني في الأوسط؛ عن أنس مرفوعا؛ ولفظه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل : "أي البقاع خير لك؟"؛ قال: "لا أدري"؛ قال: "فسل ربك - عز وجل"؛ فبكى جبريل ؛ وقال: "أولنا أن نشاء إلا إذا شاء؟!"؛ ثم عرج إلى السماء؛ ثم أتى؛ فقال: "خير البقاع بيوت الله"؛ قال: "فأي البقاع أشر؟"؛ فعرج إلى السماء؛ ثم أتاه؛ فقال: "شر البقاع الأسواق" ؛ تفرد به عبيد بن واقد ؛ في إحدى الطريقين؛ عن عمارة ؛ وعبيد ضعيف؛ وفي رجال الطريق الأخرى زياد النميري ؛ وهو ضعيف؛ لكن للحديث شواهد يتقوى بها؛ كما أفاده الحافظ ابن حجر ؛ في تخريج المختصر.

(طب ك؛ عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ وكذا رواه الطبراني ؛ عن جبير بن مطعم ؛ قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي البقاع خير؟ فذكره؛ قال الهيثمي : وفيه عطاء بن السائب ؛ ثقة لكنه اختلط آخرا؛ وبقية رجاله موثقون؛ وقال ابن حجر في تخريج المختصر: حسن؛ وأخرجه أيضا ابن حبان ؛ ووقع عنده في أوله السؤال؛ والجواب بـ "لا أدري"؛ وكذا عند الحاكم ؛ وأصل الحديث عند مسلم من رواية أبي هريرة بغير قصة بلفظ: "أحب البلاد إلى الله مساجدها؛ وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" ؛ كما تقدم.

التالي السابق


الخدمات العلمية