صفحة جزء
4013 - "خير الزاد التقوى؛ وخير ما ألقي في القلب اليقين" ؛ أبو الشيخ ؛ في الثواب؛ عن ابن عباس ؛ (ض) .


( خير الزاد التقوى) ؛ كما نطقت به النصوص القرآنية؛ (وخير ما ألقي في القلب اليقين ) ؛ وهو العلم الذي يوصل صاحبه إلى حل الضروريات؛ ولا يتمارى في صحتها وثبوتها؛ وإذا وصلت حقيقة هذا العلم إلى القلب؛ وباشرته؛ لم يلهه عن موجبه؛ وترتب عليه أثره؛ فإن مجرد العلم بقبح الشيء؛ وسوء عاقبته؛ قد لا يكفي في تركه؛ فإذا صار له علم اليقين كان اقتضاء هذا العلم لتركه أشد؛ فإذا صار عين اليقين كان تخلف موجبه عنه من أندر شيء؛ ذكره ابن الأثير ؛ وقال الحكيم : سمي "يقينا"؛ لاستقراره في القلب؛ وهو النور؛ فإذا استقر دام؛ وإذا دام صارت النفس بصيرة؛ فاطمأنت؛ فتخلص القلب من أشغاله؛ وإذا قذف النور في القلب زالت الظلمات الراكدة في صدره؛ فانكشف الغطاء؛ فعاين الملكوت بقلبه؛ قال في الحكم: لو أشرق نور اليقين؛ لرأيت الآخرة أقرب من أن يرحل إليها؛ ولرأيت محاسن الدنيا قد ظهرت كفة الفناء عليها.

( أبو الشيخ ) ؛ ابن حبان ؛ (في) ؛ كتاب؛ (الثواب؛ عن ابن عباس ) ؛ ورواه عنه الديلمي أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية