صفحة جزء
4170 - "دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد؛ والبغضاء ؛ هي الحالقة؛ حالقة الدين؛ لا حالقة الشعر؛ والذي نفس محمد بيده؛ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا؛ ولا تؤمنوا حتى تحابوا؛ أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم"؛ (حم ت)؛ والضياء ؛ عن الزبير ؛ (صح) .


(دب إليكم) ؛ أي: سار إليكم؛ (داء الأمم قبلكم) ؛ أي: عادة الأمم الماضية؛ ( الحسد والبغضاء ) ؛ والبغضاء؛ (هي الحالقة؛ حالقة الدين) ؛ بكسر الدال؛ (لا حالقة الشعر) ؛ أي: الخصلة التي شأنها أن تحلق؛ أي: تهلك؛ وتستأصل الدين؛ كما يستأصل الموسى الشعر؛ قال ابن الأثير : نقل الداء من الأجسام إلى المعاني؛ ومن أمر الدين إلى الآخرة؛ وقال الطيبي : "الدب"؛ يستعمل في الأجسام؛ فاستعير للسراية على سبيل التبعية؛ وكذا قوله: "الحالقة"؛ فإنها تستعمل في حلق الشعر؛ فاستعملت فيما يستأصل الدين؛ وليست هي استعارة؛ لذكر المشبه؛ والمشبه به؛ أي: البغضاء تذهب الدين ؛ كما يذهب الموسى الشعر؛ (والذي نفس محمد بيده) ؛ أي: بقدرته؛ وتصريفه؛ (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا) ؛ بالله - تعالى - وبما علم من مجيء الرسول بالضرورة؛ (ولا تؤمنوا حتى تحابوا) ؛ بحذف إحدى التاءين للتخفيف؛ أي: حتى يحب بعضكم بعضا؛ (أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟) ؛ قالوا: بلى يا رسول الله؛ قال: ( أفشوا السلام بينكم) ؛ فإنه يزيل الضغائن ؛ ويورث التحابب؛ كما سلف تقريره.

(حم ت) ؛ في الزهد؛ ( والضياء ) ؛ المقدسي ؛ عن مولى آل الزبير ؛ (عن الزبير ) ؛ بالتصغير؛ (ابن العوام ) ؛ بفتح المهملة؛ وشد الواو؛ قال المناوي : ومولى الزبير مجهول؛ ورواه باللفظ المزبور من هذا الوجه البزار ؛ قال الهيثمي - كالمنذري -: سنده جيد.

التالي السابق


الخدمات العلمية