صفحة جزء
4182 - "دخلت الجنة؛ فإذا أنا بقصر من ذهب؛ فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش ؛ فظننت أني أنا هو؛ فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب ؛ فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته"؛ (حم ت حب)؛ عن أنس ؛ (حم ق)؛ عن جابر ؛ (حم)؛ عن بريدة ؛ وعن معاذ ؛ (صح) .


(دخلت الجنة) ؛ في النوم؛ (فإذا أنا بقصر من ذهب) ؛ وفي رواية: "فأتيت على قصر من ذهب؛ مرتفع؛ مشرف" ؛ وذكر بعضهم في حكمة كونه من ذهب أنه أشار إلى أن عمر من الذين أذهب الله عنهم الرجس؛ وطهرهم؛ لأن لفظ الذهب مطابق للإذهاب؛ (فقلت: لمن هذا القصر؟) ؛ استفهام للملائكة الذين كانوا معه في الجنة حينئذ؛ وفائدة سؤاله عنه أن يعلم لمن هو؛ فيبشره به؛ (قالوا: لشاب من قريش ) ؛ أي: من قبيلة قريش ؛ (فظننت أني أنا هو؛ فقلت: ومن هو؟ قالوا عمر بن الخطاب ) ؛ قال الزين العراقي : في حكمة كونه لم يصرح له ابتداء بكونه لعمر ؛ بيان فضيلة قريش ؛ فلو قال ابتداء: " لعمر "؛ فات التنبيه على ذلك؛ (فلولا ما علمته من غيرتك لدخلته) ؛ تمامه: فبكى عمر ؛ ثم قال: أعليك - بأبي وأمي يا رسول الله - أغار؟ قال المعبرون: القصر في المنام عمل صالح لأهل الدين؛ ولغيرهم حبس وضيق؛ وقد يعبر دخول القصر بالتزوج؛ وفيه الحكم لكل امرئ بما يعرف من خلقه؛ ولا يعارض هذا خبر ابن أبي الدنيا عن أنس مرفوعا: "دخلت الجنة؛ فإذا فيها قصر أبيض؛ قلت لجبريل : لمن هذا القصر؟ قال: لرجل من قريش ؛ فرجوت أن أكون أنا؛ فقلت: لأي قريش ؟ فقال: لعمر " ؛ لأن الرؤيا إن كانت متعددة؛ فظاهر؛ ولا مانع من إعداد قصرين؛ أو قصور له؛ بعضها أصفر؛ وبعضها أبيض؛ وإلا فلا مانع من كون المراد ببياضه نوره وإشراقه وضياءه؛ وذهب الجنة لا يشبه ذهب الدنيا من كل وجه.

(تنبيه) :

قد كان المصطفى أشد الناس غيرة؛ وتبعه أكابر أصحابه على ذلك؛ كما أشعر به ما أشير إليه من غيرة عمر ؛ ومن غيرة سعد بن عبادة ؛ حيث قال: لو وجدت مع امرأتي رجلا لضربته بالسيف غير مصفح؛ يعني: لو وجدته عليها فإنه يكون مباح الدم بزناه.

(حم ت حب؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ (حم ق؛ عن جابر ) ؛ ابن عبد الله ؛ (حم؛ عن بريدة ) ؛ ابن الحصيب ؛ (وعن معاذ ) ؛ ابن جبل ؛ وفي الباب غيرهم أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية