صفحة جزء
4203 - "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك؛ إني كنت من الظالمين ؛ لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"؛ (حم ت ن ك هب)؛ والضياء ؛ عن سعد ؛ (صح) .


( دعوة ذي النون ) ؛ أي: صاحب الحوت؛ وهو يونس ؛ (إذ) ؛ أي: حين؛ (دعا بها؛ وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت) ؛ أي: إنك الذي تقدر على حفظ الإنسان حيا في بطن الحوت؛ ولا قدرة لغيرك على هذه الحالة؛ ثم أردف ذلك بقوله: (سبحانك؛ إني كنت من الظالمين) ؛ تصريحا بالعجز؛ والانكسار؛ وإظهار الذلة والافتقار؛ قال الحسن : ما نجا إلا بإقراره على نفسه بالظلم؛ وإنما قبل منه؛ ولم يقبل من فرعون حين قال: لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ؛ لأن يونس ذكرها في الحضور والشهود؛ وفرعون ذكرها في الغيبة؛ تقليدا لبني إسرائيل ؛ ذكره الإمام الرازي ؛ (لم يدع بها رجل مسلم في شيء) ؛ بنية صادقة صالحة؛ (إلا استجاب الله له) ؛ لأنها لما كانت مسبوقة بالعجز والانكسار؛ ملحوقة بهما؛ صارت مقبولة: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ؛ فإن قيل: هذا ذكر؛ لا دعاء؛ قلنا: هو ذكر يستفتح به الدعاء؛ ثم يدعو بما شاء؛ أو هو كما ورد: "من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" .

(حم ت) ؛ في الدعوات؛ (ن ك) ؛ في الدعاء؛ (هب والضياء ) ؛ المقدسي ؛ في المختارة من حديث إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ؛ عن أبيه؛ (عن) ؛ جده؛ ( سعد ) ؛ ابن أبي وقاص ؛ قال الحاكم : صحيح؛ وأقره الذهبي ؛ وفي الحديث قصة بين سعد ؛ وبين عثمان ؛ حين سلم سعد عليه؛ فلم يرد السلام؛ فشكاه لعمر ؛ ومن لطائف إسناده أنه من رواية الرجل عن أبيه عن جده.

التالي السابق


الخدمات العلمية