صفحة جزء
4204 - "دعوة المظلوم مستجابة؛ وإن كان فاجرا؛ ففجوره على نفسه" ؛ الطيالسي ؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .


( دعوة المظلوم مستجابة ) ؛ أي: يستجيبها الله (تعالى)؛ يعني: فاجتنبوا جميع أنواع الظلم؛ لئلا يدعو عليكم المظلوم فيجاب؛ (وإن كان فاجرا؛ ففجوره على نفسه) ؛ ولا يقدح ذلك في استجابة دعائه؛ لأنه مضطر؛ ونشأ من اضطراره صحة التجائه إلى ربه؛ وقطعه قلبه عما سواه؛ وللإخلاص عند الله موقع؛ وقد ضمن إجابة المضطر بقوله: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ؛ ويحتمل أن يريد بالفاجر الكافر؛ ويحتمل أن يريد الفاسق.

(تنبيه) :

ينبغي أن يعتقد أن دعوة المظلوم مستجابة؛ ولا ينافيه عدم ظهور أثرها حالا؛ لأنه (تعالى) ضمن الإجابة لدعائه في الوقت الذي يريد؛ لا في الوقت الذي تريد؛ كما في الحكم العطائية؛ وله في ذلك حكم؛ فتخلفها عن الحصول عقب الدعاء إنما هو بسبب؛ فاحذر أن تقول: قد دعا فلان على فلان الظالم فلم يستجب [ ص: 527 ] له؛ ولو كان فلان صالحا لكان دعاؤه على من ظلمه مفيدا؛ ونحو ذلك من كلمات الجهالات الدائرة على ألسنة العامة؛ ولله در القائل:


أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما يدريك ما صنع الدعاء     سهام الليل لا تخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء



( الطيالسي ) ؛ أبو داود ؛ (عن أبي هريرة ) ؛ ظاهره أنه لا يوجد مخرجا لأحد من المشاهير الذين رمز لهم؛ وإلا لما أبعد النجعة؛ وهو ذهول؛ فقد رواه أحمد والبزار ؛ باللفظ المزبور؛ عن أبي هريرة ؛ قال المنذري والهيثمي : إسناده حسن؛ وقال العامري البغدادي : صحيح غريب.

التالي السابق


الخدمات العلمية