صفحة جزء
4217 - "دعهن يبكين؛ وإياكن ونعيق الشيطان ؛ إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله؛ ومن الرحمة؛ ومهما كان من اليد واللسان؛ فمن الشيطان"؛ (حم)؛ عن ابن عباس ؛ (صح) .


(دعهن) ؛ يا عمر ؛ (يبكين؛ وإياكن) ؛ أيتها النسوة؛ التفت من خطاب عمر إلى خطابهن؛ (ونعيق الشيطان) ؛ قالوا: وما نعيق الشيطان؟ قال: (فإنه) ؛ أي: الشأن؛ (مهما كان من العين والقلب) ؛ من غير صياح ولا ضرب نحو خد؛ (فمن الله؛ ومن الرحمة) ؛ فلا لوم عليكن فيه؛ (ومهما كان من اليد) ؛ بنحو خد وشق جيب؛ (واللسان) ؛ من نحو صياح وندب؛ (فمن الشيطان) ؛ أي: لأنه الآمر به؛ الراضي بفعله؛ قال الطيبي : و"مهما"؛ حرف شرط؛ تقول: "مهما تفعل؛ أفعل"؛ ومحله رفع؛ بمعنى: أي شيء كان من العين؛ فمن الله؛ فإن قلت: نسبته الدمع من العين؛ والقول من اللسان؛ والضرب باليد؛ إن كان من طريق الكسب؛ فالكل يصح من العبد؛ وإن كان من طريق التقدير؛ فمن الله؛ فما وجه اختصاص البكاء بالله؟ قلت: الغالب في البكاء أن يكون محمودا؛ فالأدب أن يسند إلى الله؛ بخلاف قول الخنا؛ والضرب باليد عند المصيبة ؛ فإنه مذموم؛ وهذا قاله لما ماتت رقية بنته؛ فبكت النساء؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه؛ وفيه أنه يحرم الندب؛ وهو تعديد الشمائل مع البكاء والنوح ؛ وهو رفع الصوت؛ والجزع؛ بضرب خد؛ وشق ثوب؛ وقطع شعر؛ وتغيير لباس؛ ونحو ذلك.

(حم؛ عن ابن عباس ) ؛ قال في الميزان: هذا حديث منكر؛ فيه علي بن زيد بن جدعان ؛ وقد ضعفوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية