صفحة جزء
4309 - "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا؛ وبالإسلام دينا؛ وبمحمد رسولا" ؛ (حم م ت)؛ عن العباس بن عبد المطلب ؛ (صح) .


( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ) ؛ أي: قنع بالله ربا؛ واكتفى به؛ ولم يطلب غيره؛ (وبالإسلام دينا ) ؛ بأن لم يسع في غير طريقه؛ قال الطيبي : ولا يخلو إما أن يراد بالإسلام الانقياد؛ كما في حديث جبريل ؛ أو مجموع ما يعبر بالدين عنه في خبر: "بني الإسلام على خمس..." ؛ ويؤيد الثاني اقترانه بالدين؛ لأن الدين جامع بالاتفاق؛ وعلى التقديرين هو عطف على قوله: "بالله ربا"؛ عطف عام على خاص؛ وكذا قوله: ( وبمحمد رسولا) ؛ بأن لم يسلك إلا ما يوافق شرعه ؛ ومن كان هذا نعته فقد وصلت حلاوة الإيمان إلى قلبه؛ وذاق طعمه؛ شبه الأمر الحاصل الوجداني من [ ص: 558 ] الرضا بالأمور المذكورة بمطعوم يستلذ به؛ ثم ذكر المشبه به؛ وأراد المشبه؛ ورشح بقوله: "ذاق"؛ فإن قيل: الرضا بالثالث مستلزم للأولين؛ فلم ذكرها؟ قلنا: التصريح بأن الرضا بكل منهما مقصود؛ قال الراغب : و"الذوق": وجود الطعم في الفم؛ وأصله فيما يقل تناوله؛ وإذا كثر يقال له: الأكل؛ واستعمل في القرآن بمعنى وجود الإصابة؛ إما في الرحمة؛ نحو: ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ؛ وإما في العذاب؛ نحو: ليذوقوا العذاب ؛ وقال غيره: الذوق ضرب مثلا لما ينالونه عند المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من الخير.

(حم م ت) ؛ في الإيمان؛ (عن العباس بن عبد المطلب ) ؛ ولم يخرجه البخاري .

التالي السابق


الخدمات العلمية