صفحة جزء
4318 - "ذراري المسلمين في عصافير خضر؛ في شجر الجنة ؛ يكفلهم أبوهم إبراهيم (ص)؛ عن مكحول ؛ مرسلا .


( ذراري المسلمين ) ؛ أي: أرواح أطفالهم؛ (في عصافير خضر) ؛ تعلق؛ (في شجر الجنة؛ يكفلهم أبوهم إبراهيم ) ؛ الخليل - عليه السلام - ؛ وفي رواية: "وسارة"؛ امرأته ؛ قال المصنف: وروى ابن أبي الدنيا عن ابن مسعود ؛ وهو كمرفوع السند؛ أن أطفال المسلمين ملوك في الجنة ؛ أما ذراري الكفار ففيهم ثلاثة أقوال؛ قال النووي ؛ وهو قول الأكثر: إنهم في النار؛ إذ الغالب أن ولد اليهودي يتهود؛ وولد النصراني يتنصر؛ وولد المسلم يسلم؛ لما غلب على الطبائع من التقليد والحرص على المألوف؛ والميل إلى متابعة الآباء؛ وتعظيم شأنهم؛ وترويج آدابهم؛ فحكمنا بإسلام ولد المسلم؛ وترقبنا خلاصه؛ وسحبنا كفر الكافر على ولده؛ وخفنا عليه؛ بناء على هذا الأمر الظاهر؛ وإن احتمل غيره؛ كما يتوقع الخلاص للصالح المذعن؛ ويخاف على الفاسق المتمرد؛ إن جاز عكسه؛ الثاني: أنهم في الجنة؛ وصححه النووي ؛ لخبر إبراهيم حين رآه في الجنة وحوله أولاد الناس؛ وأما حديث البخاري : "الله أعلم بما كانوا عاملين" ؛ فلا تصريح فيه بأنهم في النار؛ الثالث: الوقف؛ ورجحه البيضاوي ؛ فقال: الثواب والعقاب ليسا بالأعمال؛ وإلا لزم كون الذراري لا في الجنة؛ ولا في النار؛ بل موجبهما اللطف الرباني والخذلان الإلهي المقدر لهم في الأزل؛ فالواجب في حقهم الوقف؛ فمنهم من سبق القضاء بأنه سعيد؛ حتى لو عاش؛ [ ص: 561 ] عمل بعمل أهل الجنة؛ ومنهم بالعكس؛ أهـ.

(ص؛ عن مكحول ؛ مرسلا) .

التالي السابق


الخدمات العلمية